يتمتع الطيران العربى بعناصر قوة تتمثل فى النمو المتزايد للحركة الجوية فى المنطقة العربية والتى تعد أكثر مناطق العالم نموا، إلى جانب الصفقات الضخمة لشراء طائرات جديدة والتى تجعل الاساطيل الجوية للشركات العربية من أكبر الاساطيل بين شركات الطيران العالمية، ولكن فى نفس الوقت هناك نقاط ضعف فى قطاع النقل الجوى العربى وعناصر ضغط يتعرض لها. هذا ما أكده عبد الوهاب تفاحة الأمين العام للاتحاد العربى للنقل الجوى «الاكو» حيث أوضح أن أهم نقطة ضعف حاليا هى كيفية إدارة الحركة الجوية فى المجال الجوى العربى، موضحا أن الحل الأمثل لهذه المشكلة يجب أن يمر بثلاث «محطات» الأولى هى تحسين أنظمة الملاحة الجوية، والثانية زيادة التنسيق مع السلطات العسكرية لتحرير جزء من المجال الجوى العسكرى للاستخدام المدنى وفقا لمقتضيات الامن القومي والثالثة وهى الاهم إيجاد آلية للتنسيق الإقليمى والمناطقى ما بين مجموعات الدول وصولا إلى أن تغطى هذه الآلية المنطقة العربية كلها.وأضاف تفاحة أن من أهم مكامن الضعف أيضا الإجراءات الحمائية التى تتبعها بعض البلدان إذا اعتمدت كاستراتيجية بدلا من حلول مؤقتة، ودعا الى تحرير الأجواء ضمن القواعد الاقتصادية لاتفاقية دمشق وأن التحرير يجب أن يتماشى مع تيسير تنقل الأشخاص والبضائع للاستفادة من فرص نمو سوق النقل الجوى العربى. وفى هذا الإطار أشار إلى الأصوات الداعية فى أوروبا والولايات المتحدة لفرض إجراءات حمائية لشركات الطيران بهذه البلدان، مشيرا إلى أن مشكلة تراجع تنافسية بعض شركات الطيران والمطارات فى تلك المناطق جاءت نتيجة نظرة حكوماتها لشركات الطيران كهدف سهل لفرض الضرائب ولتخصيصها بأثقال تشريعات دون غيرها من القطاعات الأخرى. وتطرق الأمين العام إلى الورقة الاستشارية التى أصدرتها المفوضية الأوروبية حول تعديل قانون المنافسة العادلة، موضحا أن اللغة التى صيغت بها هذه الورقة تنم عن تفكير «حمائى» إذا ما طبق سيخلق مشكلة أكبر من تلك التى أوجدها برنامج الحد من الانبعاثات الكربونية وتجارتها السيئ السمعة بشكله الأصلى. وتمنى الأمين العام على المفوضية أن تأخذ بعين الاعتبار أن تشريعاتها الاقتصادية تنطبق على بلدانها ومؤسساتها حصرا، حيث إن البلدان الأخرى فى العالم لديها قوانينها وتشريعاتها التى تنطبق على مؤسساتها، وهى ليست بالضرورة مطابقة للتشريعات الأوروبية. وللوصول إلى تفاهم حول القضايا غير المتفق عليها يجب أن يكون هذا التفاهم برضا الأطراف المعنية وليس بصيغة إملائية من طرف علىآخر. وسلط تفاحة الضوء على التقنيات القديمة التى ما زالت تحكم علاقة شركات الطيران مع المستهلك والتى تعود الى الثمانينيات من القرن الماضى، وأنه على الرغم من إدخال بعض التطوير على هذه التقنيات، إلا أنها ما زالت قاصرة عن توفير الفرصة لشركة الطيران للتعامل مع الراكب على أساس يحقق مصلحة المسافرين وشركات الطيران .