فى ظل الظروف المادية الصعبة التى تعيشها مصر، تحتاج البلاد للمزيد من الأفكار، والوسائل، التى يمكن من خلالها تخفيض معدلات الإنفاق، تماشيا مع سياسة الدولة فى الترشيد. إنها الطوبة العصرية الموفرة،التى يمكن تصنيعها من المخلفات، وتوفر لمصر مليارات الجنيهات، بدلا من استخدام الطوب الأحمر الطفلى أو الأسمنتي، الملوث للبيئة، والأغلى فى تكلفة تصنيعه. فمن ألمانيا، جاء المهندس على الإشراقى خبير الديكور والاستشارات الفنية إلى مصر، بعد أكثر من 30 عامًا من الغربة، طارحا الفكرة ..باحثا عبر « تحقيقات الأهرام» عن جهة أو مؤسسة، أو وزارة، تتبنى انتاج هذا النوع من الطوب العصري، لاستخدامه فى البناء، وخاصة اننا مقبولون على مرحلة جديدة، تستعد فيها الدولة لبناء مليون وحدة سكنية، فضلا عن توجهات الحكومة لتنفيذ العديد من مشروعات الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل. الطوبة الموفرة أو العصرية «إكو» كما يسميها الإشراقي- تمثل وسيلة بناء جديدة، بتكنيكات متطوره، تحل مشاكل إسكان الشباب، ومحدودى الدخل، وتقلل من أسعار مواد البناء والعقارات، كما تخفض من معدلات استهلاك المحروقات، وتحافظ على البيئة من التلوث الناجم عن طرق إنتاج الطوب التقليدي. وبحسبة بسيطة، فإذا قررنا بناء 5000 وحدة سكنية بالطوب العادي، (تسليم مفتاح وتشطيب متوسط) بمساحة 100م2 للوحدة، وبتكلفة 180 ألف جنيه للوحدة السكنية، تكون التكلفة الإجمالية للوحدات 900 مليون جنيه، وإذا تم البناء باستخدام الطوبة العصرية، سوف تنخفض التكلفة إلى 350 مليون جنيه فقط، أى أنه يوفر 550 مليون جنيه فى مشروع بناء 5 آلاف وحدة سكنية. طوب من المخلفات كما تمتاز الطوبة الجديدة برخص ثمنها، حيث يمكن انتاجها من مادة الارض نفسها الموجودة بالموقع او مخلفات المبانى الاخرى او مواد كثيرة متاحة بالبيئة وتستغنى عن المحروقات وتكاليف النقل واستخدامها نسبة ضئيلة من الاسمنت ومن خلال نفس الماكينه يمكن انتاج الطوبة من التربة ومواد أخرى متعددة مثل التربة الصخرية والرملية والطينية، والعضوية وبقايا ومخلفات الاوراق، ونفايات مادة السليكات، وبقايا الابنية، و بقايا المصنوعات الجبسية، وخبث الفرن العالي، وكسرالبورسلان، ورمل الصبات والقوالب، ومصاصة القصب، وقشر وقش الارز، كما أن الطوبة الموفرة صديقة للبيئة، حيث تساعد فى التخلص من مخلفات المبانى وغيرها خاصة ان قطاع الانشاءات وحده مسئول عن 50 % من اجمالى المخلفات الناتجة عن استخدام مواد البناء التقليدية، وموفرة للطاقة اللازمه لانتاج مواد البناء التقليدية الاخري، والتى تستهلك 40% من اجمالى استهلاك الطاقة، مقارنة بالطوب الأحمر التقليدي، ولا تنتج عن عملية تصنيعها أى مخلفات، وتمتاز بدقة ابعادها (بالملليمتر) مما يعطى المظهر الجيد سواء تركت بدون تكسيات أو عند تغطيتها بطبقه رقيقة من المعجون أو عند تكسيتها بالسيراميك فى الحمامات. مشروع المليون وحدة وإذا كانت مصر قد بدأت خطوات بناء ال مليون وحدة سكنية التى ِأعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن هذا المشروع كما يقول المهندس الإشراقى - يحتاج إلى حوالى 10 مليارات طوبة من الطوب المحلى الأحمر الطفلى المحروق، المبنى بالمونة ومحارة داخلية وواجهات وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو 22 مليارا و 800 مليون جنيه للمليون وحدة سكنية، ولكن فى حالة البناء بالطوب (إكو) الموفر والذكي، بدون الحاجة إلى استخدام المونة ومحارة، وبدون حرق مواد بترولية، وبلا تلوث بيئي، بالإضافة إلى سعر (المونة والأجرة) تصل إلى 6 مليارات جنيه، ومن ثم فإنه فى حالة البناء بالطوبة (إكو) بدلا عن الطوب الأحمر التقليدي، فسيتم توفير نحو 16 مليارا و800 مليون جنيه. ولا يحتاج إنتاج طوبة موفرة أو ذكية كما يقول المهندس الأشراقي- ان مصانع طوب تقام فى اماكن ثابتة بعيدة عن العمران، و لكن يتم استخدام ماكينات متنقلة فى عملية التصنيع، وبعد الإنتهاء من العمل تنقل الماكينات الصغيرة الحجم نسبيا الى مواقع اخرى مستقبلية جديدة، الى جانب ان تكلفة هذه الماكينات اللازمة لانتاج الطوبة العصرية لا يتعدى ال 260 مليون جنيه وهو رقم زهيد جدا بالنسبة للأموال الطائلة التى نوفرها فى هذه الحالة. فوائد عديدة ومن فوائد طوب «إكو» الذكي، أنه يوفر من 60 % إلى 70 % من تكاليف البناء والتشطيب، كما يوفر 50 % من الوقت اللازم للبناء، ويساعد بشكل كبير فى نظافة البلاد وتحقيق أحلام الغالبية العظمى من الشعب المصرى فى الحصول على مسكن عصري، ويتميز هذا الطوب بالعديد من المزايا ومنها، أنه يبنى بدون مونة ولا يحتاج إلى «محارة» إضافة إلى مقاومته العالية، وقوة تحمل تصل الى ضعف قوة تحمل الطوب الاحمر، إلى جانب قوة تماسك الطوبة، وتجانسها، وخلوها من الشروخ الموجودة بالطوب الاحمر المحروق، كما أنها لا تنكسر بسهولة، بالمقارنة بالطوب الاسمنتى والاحمر المحروق والخزفي، وهى أيضا غير قابلةللاحتراق، وعازلة للصوت وعديمة الرائحة، ولا تسمح بمرورالمياه، لخلوها من المسام، نتيجة ضغطها هيدروليكيا بعدة اطنان، ولها قوة تحمل عاليه للزلازل والعواصف الشديدة، وسهلة الاستخدام لتوافر مقاسات طوبة ونصف الطوبة منها، فضلا عن الاستغناء عن مواد المحروقات البترولية اللازمة لانتاج الطوب الاحمر المحروق، وتوفير كميات كبيرة من الاسمنت مقارنة بمثيلتها من الطوب الاسمنتي، والاستغناء عن المحارة الخارجية والداخلية تماما للاستوائية التامة لأسطح حوائطها، وتوفير كميات كبيرة من حديد التسليح، حيث يمكن الاعتماد الكلى على الطوبة العصرية، لانشاء الاعمدة، والكمرات، والجلسات، والأعتاب. وتوفر الطوبة العصرية كما يقول المهندس الإشراقي- الخرسانة وحديد التسليح المستخدم فى الاسقف والسلالم والاعمدة لاستخدامها بطريقة متطورة والاستغناء عن النقل والتشوين، حيث ان طوبة (اكو) الموفرة، يمكن انتاجها بالموقع مباشرة، وإمكانية بناء مساكن فى اعماق الصحراء والمناطق الجبلية الوعرة الطرق، حيثما تذهب الماكينة إلى موقع البناء.