استطاع الفيلم الفرنسي الفنان أن يحصد أهم جوائز الأوسكار رقم48 بحصوله علي خمس جوائز دفعة واحدة, أهمها جائزة أحسن فيلم وأحسن مخرج للفرنسي ميشيل هازانا فيشيوس وأحسن ممثل للفرنسي جون دوجاردان وأحسن موسيقي للفرنسي لوددوفيك بورس وأحسن ملابس للأمريكي مارك بريدجز, والحقيقة أن فيلم الفنان قد لاقي اعجابا متناهيا في دورة مهرجان كان الأخيرة وحصل دوجاردان فيه أيضا علي جائزة أحسن ممثل وكان هناك اتجاها نقدي كبير لاعتباره أهم أفلام المهرجان, وتأكد تميز الفيلم فيما بعد بحصوله علي أكبر جوائز أهم المسابقات السينمائية في العالم ومنها ثلاث جوائز للجولدن جلوب الأمريكية منها لأحسن فيلم وأحسن ممثل وسبع جوائز للبافتا( أكاديمية الفيلم البريطانية), لكن رغم ذلك لم يتوقع الخبراء أن يكون( الفنان) هو الرابح الأكبر بالأوسكار, أولا لأن المتنافسين معه هذا العام أفلام مهمة لمخرجين كبار كلها حصلت علي جوائز أوسكار أخري هذا العام, لكن يبدو أن نزعتي الطزاجة والبرادة الموجودتين بالفيلم لمستا أغلبية أعضاء أكاديمية الأوسكار الستة ألاف. فالفيلم الذي عرض بالأبيض والأسود وجاء صامتا فيما عدا بعض اللوحات الارشادية بالانجليزية يحكي قصة أفول أحد نجوم السينما الصامتة في هوليوود وقصة حبه مع فتاة كومبارس لتصبح منافسته بعد دخول الصوت للسينما الغريب ان مخرج الفيلم ميشيل هازانا فيشيوس لايعتبر من المخرجين المهمين في فرنسا بل مخرج تجاري أخرج أفلاما متواضعة لكنها حققت ايرادات مثل فيلمين سخرية من أفلام جيمس بوند, والمنتج أيضا توماس لانجمان هو ممثل متوضع ومنتج لأفلام تجارية مثل أستركيس وأوبليكس, لكن تكمن أهميته في كونه ابن المخرج الفرنسي الشهير كلود بيري ولابد هنا من الاشارة ان لانجمان يهودي وكذلك هزانا فيشيوس وربما هذا ماجعل المنتج اليهودي الكبير هارفي وينشتاين يوزع الفيلم ويمنحه فرصة كبيرة للأوسكار وهو المتخصص في فك شفرة ذلك بقية الأفلام التي خسرت السباق الأكبر وإن حصلت علي جوائز أوسكار أخري هي هيجو لمارتن سكور سيزي وحصل علي خمس جوائز أوسكار لأحسن ديكور وتصوير ومونتاج صوت ومكساج صوت ومؤثرات بصرية وهو الآخر يحكي عن عشق السينما من خلال طفل يعيش في أحد محطات القطارات في باريس في بداية القرن العشرين ويعشق السينما من خلال أفلام السينما للفرنسي المخترع جورج ميلييس, وهي مفارقة أن أهم فيلمين حصدا الأوسكار هذا العام هما فيلم فرنسي عن السينما الصامتة ببهوليوود وفيلم أمريكي عن عشق السينما في بداياتها بباريس. وهناك أيضا فيلمان مهمان هذا العام هما الأحفاد للمخرج ألكسندر باين وبطولة جورج كلوني وحصل علي جائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس ومنتتصف الليل في باريس للمخرج الكبير وودي الآن الذي حصل علي أوسكار أفضل سيناريو أصلي وحصل الفيلم البريطاني المرأة الحديدية الذي يحكي أجزاء من حياة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر علي جائزتي أوسكار لميريل ستريب كأحسن ممثلة ولمارك كوليير وروي هيلاند كأحسن ماكياج ويذكر أن ستريب رشحت17 مرة من قبل لجوائز أوسكار حصلت علي ثلاث منها, وحصلت هذا العام علي جائزة أحسن ممثلة مساعدة أوكتافيا سبنسر عن دورها في فيلم( المساعدة) الذي يحكي عن الاضطهاد العنصري في أمريكا بالستينات من خلال الخادمات السوداء في بيوت الأسر البيضاء, وجائزة أحسن ممثل مساعد لكريستوفر بلومر في المبتدأون أما مفاجأة الأوسكار الكبري فكان في حصول الفيلم الإيراني الانفصال للمخرج أصغر فارهادي علي أوسكار لأفضل فيلم أجنبي, وتجلت المفاجأة علي وجه الحاضرين عندما وقف المخرج يقول: أنا أعرف ان الكثير من الايرانيين سعداء اليوم بهذه الجائزة خاصة في أجواء الحرب التي نعيشها لكني أؤكد ان الثقافة الفارسية عريقة ودوما حية بغض النظر عن السياسة, ثم ركز مخرج حفل الأوسكار علي وجه ستيفن سبيلبرج ممتقعا وقت إلقاء تلك الكلمات.!!