بعد أقل من عامين على توليه رئاسة مسرح أوبرا ملك استطاع المخرج الشاب أحمد السيد في سابقة هى الأولى من نوعها، الإفلات من قبضة البيروقراطية والروتين الحكومى المسيطر على البيت الفنى للمسرح، والمعرقل لعمليات الإنتاج الفنى التى تضيع بين البنود الإدارية المختلفة.. المسرح أصدر له د. جابر عصفور قبل أيام قرارا بتحويله إلى «مركز أوبرا ملك» ونقل تبعيته إلى قطاع الإنتاج الثقافى مباشرة إداريا وماليا. القرار جاء بعد حالة الزخم الفنى التى حققها المسرح خلال الشهور الماضية والتى دفعت شباب الموهوبين لاعتباره ملتقى فنيا يمارسون فيه إبداعهم، بحميمية وتنافسية شريفة افتقدتها مسارح البيت الفنى للمسرح منذ سنوات، فلأول مرة يتبنى مسرح تابع للدولة فكرة مهرجان للشخص الواحد يقدم فيه الشباب وحتى الأطفال كل ما يشعرون أنهم موهوبون فيه، سواء تمثيلا أو غناءا أو إلقاء شعريا أو ستاند أب كوميديا، ثم ينتهى هذا الحدث فيعقبه مهرجان “كيميت” للعروض المسرحية القصيرة وتنافس فيه حوالى 30 عرضا خلال اسبوع كامل، ثم فاجأنا مدير المسرح بإنتاج عرض صارخ الكوميديا اسمه «رجالة وستات» هو في الأساس نتاج ورشة عمل استمرت لأكثر من عام أشرف عليها الشاب إسلام إمام.. كل هذا دون أن يحصل أى من العاملين في المسرح على مكافآت أو حوافز إضافية، ورغم ذلك فقد عانى المسرح لظهور هذه الأفكار إلى النور، لذلك طلب المخرج احمد السيد من وزير الثقافة تحرير المسرح من تلك القيود الروتينية سعيا لتبنى مواهب الشباب ليس فنيا فقط ولكن ثقافيا ايضا. القرار قوبل في الوسط المسرحى بكثير من القلق خوفا من تفتيت مسارح الدولة وتسريح العاملين فيها، وبالتالى ضياع حقوقهم، في حين يرى أحمد السيد أنه لا داعى للخوف لأن الحالة الإدارية في البيت الفنى للمسرح وصلت لمرحلة شديدة السوء، وبات الموظفون في هذا الكيان يتفننون في تعطيل إنتاج العروض مقابل تحويل ميزانياتها إلى مكافآت يحصلون عليها بلا عمل، وأصبح من الضرورى استقلال المسارح وتحويلها إلى كيانات فنية قائمة بذاتها يحصل كل منها على ميزانيته من قطاع الإنتاج مباشرة بلا أى وسيط. وأضاف: إن تحويل مسرح أوبرا ملك إلى مركز سيسمح له خلال الفترة القادمة باستضافة حفلات توقيع الكتب المختلفة لشباب المسرح والمثقفين بشكل عام وكذلك سيتم خلال الفترة القادمة عمل مهرجان لراقصى “الباتيل” أو الشوارع واستقدام فرقة برازيلية ستقوم بعمل ورشة مجانية للرقص الشعبى وغيرها من الأفكار الجريئة المتحررة من قيود الروتين. وبعيدا عن الخوف من القرار أو الارتياح له، فإنه صار أمامنا الآن نموذج لمسرح يملك كافة المقومات لخلق حالة فنية عذبة وبديعة شاهدنا خلال الفترة الماضية شواهد جيدة لها، لذلك فنحن لا نملك إلا أن نقيّم التجربة ونحكم عليها بعد عدة أشهر من الآن.