عضوية مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية إضافة أعتز بها لرحلة عملى الصحفى محررة، ورئيسة تحرير، وكاتبة.. وقد أنشئت الجائزة بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويوضح بيان تأسيس الجائزة دورها لتعزيز الصحافة العربية من خلال تشجيع الصحفيين العرب، وتحفيزهم على الإبداع والتجويد، وتكريم المتميزين منهم. كانت البداية فى عام 1999 وظل سياق الإبداع يتنامى ويتطور ويطرح أجيالا متميزة من المواهب الجديدة فى فروع العمل الصحفى المختلفة التى أضيفت إليها أ أخيرا الصحافة الإلكترونية، وتزايدت أعداء المشاركين من الصحفيين والصحفيات حتى اقترب من 40 ألف مشاركة، وبما جعل الجائزة من أهم أطر التنافس فى الإبداع المهني، وفى احتضان الأجيال الجديدة إن لم تكن أهمها.. ومن قلب المتابعة والمشاركة فى إدارة الجائزة يتجلى بشكل يستحق الاحترام، التجرد والحيادية والانحياز للشروط الموضوعة بدقة للحصل على الجائزة من خلال لجان تحكيم من كبار الكتاب والصحفيين، وبتمثيل لأهم الصحف والمجلات العربية، فى مجملها تعكس الجائزة إدراكا عميقا لأهمية الإعلام تترجمها وتؤكدها حوارات وندوات المنتدى الإعلامى سنويا فى تناوله لأهم قضايا الوطن من خلال أكبر الخبراء والمتخصصين، ويتحول المنتدى إلى ملتقى من أهم الملتقيات العربية للفكر والحوار، ويكشف مدى احتياج أبناء الأمة للتواصل الذى أصبحت الجائزة والمنتدى من أهم جسوره ومؤسساته. أيضا يؤكد الاثنان (الجائزة والمنتدي) أنهما من إشراقات رؤية عربية مستقبلية استشرفت منذ نهايات القرن الماضى كيف سيحمل مستقبل الأيام ضرورات وفروض بعث التواصل والتلاحم العربي، ومن خلال إعلام قوى قائم على أسس مهنية وعلمية وقومية، وحمل بأمانة قضايا أمته، ويضع رأيا عاما ووعيا على قدر ما تواجه من تحديات. وكلما نزلت دبي.. هذه المدينة المدهشة فى تناغم الماضى والحاضر والمستقبل.. لفتنى كيف يعيش المصريون هناك آمنين كأنهم فى حضن وطن دافئ لا يقل دفئا عن حضن وطنهم الأم، برغم كل ما زرعه الآثمون من خوارج هذا الزمان من أشواك وإرهاب ودماء، وليس اكتشافا من عندي، لكنه درس من دروس التاريخ عن إشراقات الأمل التى تتبدى من قلب الظلام، فالجذور والفروع الأصيلة من أبناء الأمة يشرقون بالمواقف التى تصنع من الاقتراب والمساندة والتكاتف أطواق نجاة، وحوائط صد ضد كل ما دبر وخطط ونفذ الكثير منه لإسقاط هذه الأمة، ولتصحيح ما فعلت المستحيل قوى الاستعمار ووكلاؤها بالداخل والخارج للتشكيك فيه، والتهوين والتقليل من قيمته، وهو العمل العربى المشترك، واستجماع طاقات الأمة، وإسقاط مخططات إعادة ترسيم حدودها، وتقسيم دولها، وتوزيع شعوبها.. أن تستجمع الأمة قواها أو ما تبقى متماسكا من لم تدمرهم قوى الافتراس والتوحش الأمريكية والصهيونية، ووكلاؤهم الإقليميون والمحليون.. القوى القادرة على أن تتبنى وتبنى تكاملية تحترم سيادة دولها، وتحسن وترشد وتعظم استثمار ثرواتها الطبيعية والبشرية، وأن تؤسس هذه القوى الجديدة على أسس راسخة من الثقافة والعلوم والإعلام والفنون ومد الجسور بين الأجيال الجديدة، واحتضان وإطلاق الإبداعات فى جميع المجالات.. الأمن والسياسة والاقتصاد والحريات. ذهبت دائما إلى دبي، وإلى منتدى الإعلام العربي، وإلى جلسات مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية بهذا الإيمان واليقين أن كل قاعدة قوة تؤسس على ركائز ثقافية وحضارية وإنسانية هى رقم صحيح يضاف إلى قوة الأمة كلها، وجاءت زيارة الوفد الإعلامى الإماراتى للقاهرة لتمد شبكة أحدث نماذج التعاون والدور المقدر والمشكور الذى تواصل الإمارات تقديمه لمصر بإعطاء إشارة البدء فى مشروع تكريك قناة السويس الجديدة، وتفاصيل الحدث الكبير احتفت بها جميع الصحف المصرية ونشرت تفاصيلها، وتوجت الزيارة بأمسية إعلامية أقامتها أسرة نادى دبى تجلى فيها الصدق والعمق والدفء والجدية والاحترام والروح المسئولة والتقدير المتبادل بين البلدين قيادة وشعوبا تعلن أنه وسط الحرائق التى تشتعل فى أنحاء الأمة، وبحور الدماء التى تغرق فيها، هناك إرادات أمينة ومستأمنة تدرك ما تمثله إعادة قوى الأمة، وبعث طاقاتها الإيجابية، والقوى الكامنة، والمقومات العظيمة التى تمتلكها وقادرة بإذن الله أن تواجه بها جميع التحديات، وتنتزع وتفرض انتصارها. لى مع دولة الإمارات قصة قديمة.. فأول زيارة لها كانت لتغطية احتفالاتها الضخمة بإعلان الدولة الوليدة، التى كان تأسيسها رؤية مستقبلية للشيخ زايد منذ توليه حكم أبوظبى فى أغسطس 1966، وقد تم إعلان اتحاد الإمارات السبع فى دولة واحدة فى الثانى من ديسمبر 1971، يومها لم يكن الإبداع الإنسانى والعمراني، والرؤى المستقبلية قد انتصرت بعد على المساحات الشاسعة من الصحارى وزرعتها بالحياة وبالحداثة وبالإبهار والجمال. إن لم تخنى الذاكرة فبعد أيام من إعلان الدولة دعيت سيدة الغناء العربى أم كلثوم إلى قصر المنهل لتكون أول من يرفع فوقه علم الدولة الجديدة، وفى المساء وعلى مسرح ضخم أنشئ خصيصا للاحتفال ولتقف فوقه سيدة الغناء التى ما أن أزيح الستار الرائع وطلت كوكب الشرق تقف أمام فرقتها الموسيقية، وما أن دوى تصفيق لم أسمع مثله من قبل، حتى كادت تحدث مشكلة، فلا أحد من الشيوخ والأمراء يريد أن يجلس بينما تقف سيدة الغناء، فحسمت هى الأمر شاكرة وضاحكة وقائلة: »إما أن تجلسوا أو تأتوا وتقفوا مكاني«. أزمنة المجد العربى وقامات الأصالة لن تتوقف عن العطاء، وطوبى للشدائد التى ردت الكثير من الوعى بفروض التواصل والترابط، والعمل العربى المشترك الذى لم تتوقف دولة الإمارات العزيزة عنه أبدا. أعتذر للقارئ عن اضطرارى للعودة إلى مستنقعات الفساد التى علينا أن نخوض فيها حربا لا تقل ضراوة وخطورة عن حربنا على الإرهاب، وردا على التساؤلات بشأن ما نشرته قبل أسابيع حول الاستيلاء على أراضى الحديقة النباتية بالمعمورة برغم أنها أراض خصصت للمنفعة العامة ولا يجوز أن تباع أو تؤجر، وجاءنى ما سبق ونشرته من تأكيد ما نشر من خبيرين فى الزراعة، أولهما د. غريب البنا الذى أضاف أن وقائع الجريمة التى حدثت لحديقة النباتات تحولت إلى قضية رقم 571 لسنة 2011، وأضاف أن البيع قام به وزير زراعة أسبق لشقيقه وزير سابق أيضا؟!! وأكد المهندس البنا فى رد آخر صحة ما حدث لحديقة النباتات، وأنه تكرر فى محطة بحوث الصبحية الزراعية فى الإسكندرية، وأن وزير الزراعة الأسبق أيضا استولى عليها ونزع ملكيتها من مركز البحوث الزراعية، وهناك 15 جمعية زراعية فى الإسكندرية، منها 12 جمعية قرب أبيس، و3 جمعيات فى منطقة الإسكندرية، وجمعية فى المعمورة أغلقت تماما وأصبحت كلها مباني. ووصلنى إبلاغ ثالث يقول صاحبه: قرأت أمس أن السيد رئيس مجلس الوزراء تناقش مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية بخصوص أراضى الدولة، وآمل أن تنال أرض المعمورة اهتمام رئيس مجلس الوزراء، وقد تم عمل بلاغات بشأنها منذ سنوات ولم يتم اتخاذ أى إجراء حيال هذه البلاغات، وهذه أرقامها: قضية رقم 1882 لسنة 2011 المقدم لها بلاغ رقم 1828 لسنة 2011 للنائب العام ضد وزير الزراعة الأسبق أمين أباظة لبيع أرض الحديقة النباتية بالمعمورة، وبلاغ لنيابة الأموال العامة بالإسكندرية رقم 9 لسنة 2011، وبلاغ للنيابة الإدارية برقم 646 لسنة 2011، وحولت للقضية رقم 53 لسنة 2011، ثم القضية رقم 530 لسنة 2012 الدائرة السادسة بالإسكندرية. الأمر يتجاوز اتهامات مرسلة إلى بلاغات وقضايا أمام النائب العام، والاتهامات توجه إلى من كانت مهمتهم حماية أملاك الشعب، وثروة أراضيه الخصبة التى لن تعوضها الملايين المستصلحة، فهل يرتدع أى فساد من أى فرد عادى إذا كان المسئول الفاسد لا يجد من يحاسبه؟!! لمزيد من مقالات سكينة فؤاد