بوادر أمل جديدة تبرز حاليا في مواجهة تحديات جراحات الأوعية الدموية على مستوى العالم، متمثلة فى جراحات حديثة تستعين بشرايين صناعية يتم زراعتها فى حالات تمدد الشريان الأورطى لمنع انفجاره، إلى جانب عقاقير تحفظية لعلاج التهابات الأوعية الدموية، واستخدامها لتقليل الالتهابات قبل اللجوء للقسطرة التداخلية، فى حالات مرض"تكاياس". جاء ذلك خلال مناقشات المؤتمر الدولى للجمعية الآسيوية لجراحة الأوعية الدموية، الذى أقيم باسطنبول، بمشاركة 1500 خبير للأوعية الدموية من دول العالم كافة. وقال د. عمرو جاد أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية طب جامعة القاهرة -خلال ترأسه إحدى الجلسات- إن ظهور تقنيات حديثة فى علاج أمراض الشرايين والأوردة تمثل طفرة كبيرة، ومنها البالونات الدوائية لتوسيع الشرايين الطرفية وخاصة الساقين، إذ حققت نتائج إيجابية تغنى عن زرع الدعامات الدوائية، وتتلافى مضاعفاتها، بالإضافة إلى ظهور أجيال جديدة من الدعامات المعالجة دوائيا، وتذوب بعد فترة داخل جدار الشريان، وتقل معها الأعراض الجانبية للدعامات كانسداد الشريان. وسلط الضوء على دراسة مصرية أجريت حول مرضى القصور الحرج للدورة الدموية نتيجة انسداد شرايين الساقين، وعلاجها باستخدام القسطرة التداخلية، إذ تم استعادة الدورة الدموية بصورة كاملة فى 90% من المرضى، إلى جانب تلافى مخاطر الغرغرينة، وبتر الساقين. وأوضح أن الدراسة شملت مرضى يعانون من ارتفاع نسبة السكر بالدم الأمر الذى يعكس التأثير المضر لداء السكرى على الأوعية الدموية، وبخاصة الشرايين المتفرعة أسفل الركبة، وتبين أن اللجوء للقسطرة التداخلية حقق نسب نجاح مرتفعة فى حالات الانسداد المتعددة فى الشريان الواحد مقارنة بالجراحة التقليدية. واستعرض د. جاد الخبرة المصرية فى علاج الحالات النادرة لأورام الشرايين السباتية بالجراحة التقليدية، ومشكلات تشخيصها الخاطئ، كونها أوراما بالغدد الليمفاوية، مؤكدا ضرورة التشخيص الدقيق باستخدام أشعة الصبغة متعددة المقاطع ودوبلر الأوعية الدموية، بهدف التدخل المبكر للمساعدة فى استئصال الأورام . ونبه إلى التحديات القائمة فى مجال جراحة الأوعية الدموية، ومنها حالات ضيق الشريان السباتى المغذى للمخ وصعوبات اللجوء فى هذه الحالات للقسطرة التداخلية، مقارنة بالجراحة التى ما زالت مضاعفاتها أقل من 3%. ومن جانبه، تطرق د. جون وولف أستاذ جراحة الأوعية الدموية بلندن، إلى الجديد فى جراحات إصلاح تمدد الشريان الأورطى، باستخدام شريان اصطناعى يتم زراعته داخل الشريان الأورطى المصاب لمنع انفجاره. وبدوره، أوضح د. بوسكورت أستاذ جراحة الأوعية الدموية بتركيا، دور القسطرة التداخلية المرشدة بالموجات فوق الصوتية فى علاج جلطات الأوردة العميقة، للمساعدة فى الوصول إلى رأس الجلطة، وإذابتها بالحقن السريع قبل حدوث تلف بصمامات الأوردة المصابة، والحفاظ على كفاءتها.