حلق طائر الاحزان علي القرية الصغيرة وفاحت منها رائحة الاحزان واتشحت بالسواد وكادت اصوات الصراخ والعويل ترعب الطير المحلق في السماء وتراصت النسوة امام منزل الطفل القتيل وحول امه التي حملت الثري علي رأسها حزنا علي فراق فلذه الكبد بينما تجمع الرجال من اهل القريه امام منزل الطفل القاتل للنيل من ابيه الذي فشل في تربيته وتركه يهوي الي طريق الرذيله والفجور وعندما فشل في التعدي علي زميله ازهق روحه بيديه الآثمتين. في حادث بشع اهتزت له مدينة القوصية بأكملها بعد تلقيهم نبأ اختفاء الطفل حسام التلميذ بالصف الثاني الابتدائي والعثور علي جثته طافية بترعة الإبراهيمية وكانت المفاجأة أن وراء الحادث زميله وقريبه طالب الاعدادي والذي دأب علي توصيله للمدرسة كل يوم بدراجته حيث قام باستدراجه الي منطقة الزراعات بجوار شريط السكة الحديد بحجة الفسحة والتنزه ونظر الجاني يمينا ويسارا وعندما لم يجد أحدا قرر أن يلتهم الضحية والذي رفض وقاوم حتي خارت قواه وسقط علي الارض وهو يصرخ هقول لأبويا ،وأمام إصرار الجاني ورفض الضحية الاستسلام قام بخنقه حتي لا يفتضح أمره وألقاه في الترعة وهو محتضن بحقيبته المدرسية. وعاد الجاني ليمارس حياته الطبيعية وكأن شيئا لم يحدث حيث ذهب إلي بيت المجني عليه ليسأل عنه مؤكدا أنه لم يذهب كعادته لتوصيله إلي بيته وعندما سألته أم المجني عليه عن ابنها الذي تركته معه أمانة لتوصيله إلي المدرسة أكد أنه لم يره منذ الصباح عندما ذهب لتوصيله وأنه كان مشغولا في نهاية اليوم الدراسي ولم يعرف عنه أي شيء .وراح يذرف دموع التماسيح علي غياب زميله الذي يصغره بخمس سنوات ورغم ذلك كان يعشقه اكثر من اشقائه ورفض الذهاب الي المدرسة بدونه بزعم انه اعتاد السير معه والمزاح معه ولايطيق رؤيه الطريق بدونه وراح يبحث عنه مع اسرته في كل الطرقات وينام أمام باب منزله ليكون اول من يراه عند عودته ووالدة الطفل القتيل تحتضن من ازهق روح ابنها لتشتم فيه رائحة ابنها الغائب ولم يدر بخلدها ان ذلك المجرم الصغير هو الذي قتل فلذة كبدها بداية القصة المأساوية اخطار تلقاه اللواء طارق نصر مدير أمن أسيوط من العميد محمد عزت مأمور مركز شرطة القوصية يفيد بتلقيه بلاغا من كهربائي باختفاء نجله الطفل التلميذ بالمدرسة الابتدائية بالقوصية بعد انتهاء اليوم الدراسي وعدم عودته للمنزل، ونظراً لخطورة الواقعة وما بثته من انزعاج لدي أهلية الطفل وكذلك لدي أهالي المنطقة فقد تم تشكيل فريق بحث قاده اللواء خالد شلبي مدير المباحث الجنائية وشارك فيه الرائد محمد طه الدروي رئيس مباحث القوصية لكشف غموض الواقعة والوقوف علي حقيقة اختفاء المجني عليه وقد أسفرت جهود فريق البحث إلي التوصل الي ان مرتكب الواقعة طالب بالصف الأول الإعدادي والذي تربطه صلة قرابة بالمجني عليه وأنه يقوم بشكل شبه يومي بتوصيله معه بدراجته إلي المدرسة في بداية ونهاية اليوم الدراسي نظرا لصغر سن المجني عليه وأن الجاني قام في يوم الحادث باصطحاب المجني عليه كالمعتاد من أمام المدرسة وطالبه بالخروج للتنزه عند كافتيريا الحربي وطلب منه عند العوده لمنزله ان يزعم لأمه أنه كان في درس خصوصي، ثم قام بالتوجه به إلي منطقة كثيفة الزراعات بجوار المجري المائي الترعة الإبراهيمية وقام بمحاولة التعدي عليه جنسيا وعند مقاومة المجني عليه تعدي عليه بالخنق بيديه مما أدي إلي وفاته وقام بإلقائه بالترعة المجاورة، تم ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وأرشد عن مكان الجثة حيث عثر عليها طافية بمياه الترعة وبجوارها الحقيبة المدرسية