أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تشارك فى أى عمليات فى سوريا دون تحقيق مطالب تركيا الأربعة فى هذا الشأن. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عنه القول :«لقد تقدمت تركيا بأربع طلبات للتحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش بشأن ما يجرى فى سوريا : طلبنا إعلان منطقة حظر جوى ، وإقامة منطقة آمنة ، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح ، وشن عملية ضد النظام السورى نفسه» ، مضيفا أنه «بدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك فى أى عمليات». وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد تقدمت بطلب رسمى من أجل استخدام قاعدة «إنجيرليك» العسكرية الموجودة فى جنوبتركيا ، أشار إلى أنه «ليس واضحا حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص القاعدة. وحينما نعلم سوف يتم مناقشة الأمر مع وحداتنا الأمنية ، وبناء على ما سنتوصل إليه سنوافق على ما نراه مناسبا لنا ، وإلا فلا يمكن أن نوافق». وأوضح أن «المنطقة الآمنة التى اقترحناها ، ليست عملية احتلال ، وإنما منطقة آمنة سنمكن من خلالها اللاجئين السوريين الذين فروا بسبب الأحداث ، من العودة إلى أراضيهم وبلادهم». وذكر أن مسئولين أمريكيين ناقشوا مع القوات المسلحة التركية ووزارة الخارجية ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية ، مؤكدا أن بلاده لن تتنازل عن المطالب الأربعة التى طرحتها كشروط لمشاركتها فى التحالف الدولي. من جانب آخر، نقلت صحيفة «ميلليت» عن نعمان كورتولموش نائب رئيس الحكومة قوله إن هناك جهودا تبذل فى هذا الشأن بهدف حماية الحدود التركية من الناحية العسكرية وإمكانية استقبال اللاجئين فى حالة تدفق موجات كبيرة منهم، موضحا أنها خطوة احترازية. جاءت تصريحات كورتولموش على متن الطائرة التى أقلت رئيس الجمهورية طيب أردوغان إلى افغانستان. على صعيد آخر ، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإيرانى فى أنقرة على رضا بكدلى وعبرت له بشكل واضح وعلنى عن استيائها وانزعاجها من التصريحات المتتالية للمسئولين الإيرانيين بحق تركيا. ووصف المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلجيتش الانتقادات والإتهامات الإيرانية الموجهة ضد بلاده بخصوص سوريا بأنها لاتستند إلى أى دليل أو برهان، موضحا أن السبب الرئيسى فى انتشار الإرهاب فى المنطقة هو النظام السورى بدمشق، وأنه من المفترض على الدولة التى تدعمه، فى إشارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن تشعر بالخجل وتبقى صامتة على الأقل، خصوصا بعد المآسى الإنسانية التى حدثت فى بلدة عين العرب. وشدد بيلجيتش على أن وضع حد للتهديد الأمنى فى المنطقة يتطلب بالضرورة رحيل نظام الرئيس السورى بشار الأسد أولاً، مؤكدا أن تركيا ستتخذ كل الخطوات والتدابير اللازمة لحماية أمنها القومى وفقا للقواعد الدولية، وأنها لن تضطر إلى استئذان أحد فى هذا الخصوص. وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة من التصريحات الإيرانية المنتقدة لتركيا، حيث صرح نائب وزير الخارجية الإيرانى أمير عبد اللهيان بأن إيران وجهت تحذيرات لتركيا من التدخل فى سوريا، وأضاف بأن الأتراك يسعون لإقامة سلطنة عثمانية جديدة ، كما تبعه فى هذا الشأن رئيس الأركان الإيرانى اللواء حسن فيروز آبادى ، حيث صرح بأن تركيا أعاقت وصول المساعدات لبلدة عين العرب، وأضاف أن دولة مجاورة، لم يذكرها بالاسم ، منعت وصول المساعدات إلى السكان فى عين العرب، مشيرا إلى أن تلك المساعدات لو وصلت إليهم لكان بمقدورهم دحر قوات تنظيم داعش، على حد وصفه.