عشر خطوات من شأنها أن تغير حياتك، وتساعدك علي جعل عامك المقبل، أفضل عام.. إنها خلاصة حلقة عمل صممتها "جيني إس ديتزلر"، خبيرة التدريب الأمريكية، ولخصتها في كتاب بعنوان: "أفضل سنة في عمرك الآن"، وقد قرأته للتو، وأستعرضه - في مقالين - تعميما للفائدة، انطلاقا من المبدأ الإسلامي، في الانتفاع من تجارب الآخرين. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: الأول بعنوان: ثلاث ساعات لتغيير حياتك، والثالث يستعرض حلقة العمل حول "أفضل سنة الآن". أما الثاني فيتناول عشرة أسئلة عن "أفضل سنة تبدأ الآن". والأسئلة هي: ماذا أنجزت؟ وماذا كانت أكبر أشياء مخيبة لآمالي؟ وماذا تعلمت؟ وكيف أضع حدودًا لنفسي؟ وما قيمي الشخصية؟ وما الأدوار التي أقوم بها في حياتي؟ وعلى أي الأدوار أركز؟ وما أهدافي لكل دور؟ وما أهم عشرة أهداف للسنة المقبلة؟ وأخيرا: كيف أتأكد أنني أحقق أهدافي العشرة؟ 3 ساعات للتغيير يؤكد هذا الفصل أهمية التعود على تحديد الأولويات، ومراجعة كل مرحلة من مراحل الحياة، من أجل وضع أهداف للمرحلة المقبلة، ولابد -لأجل ذلك- من أن يحسن المرء الطريقة التي يفكر بها، وأن يصنع الحافز في داخله للتغيير، وأن يحذر من الاستسلام أو الانجرار للمواقف السلبية أو المؤلمة التي واجهته في حياته السابقة، حتى لا تتولد لديه قناعة بأنه غير مُؤهل لصنع التغيير. ولتحقيق ذلك، تدعو المؤلفة إلى أن نفعل أفضل ما نفكر فيه، الآن، وليس ما اعتدناه بشكل روتيني، وذلك بالاستعانة بإعداد البيئة الخصبة لوضع الأهداف موضع التنفيذ، والنظر إلى جوانب الموهبة التي حبانا الله تعالى بها، حتى نعيد بناء ثقتنا بأنفسنا. أما الساعات الثلاث فهي للخروج من عربة الحياة، وإعادة النظر إليها مرة أخرى من زاوية مختلفة: ما الذي حققته خلال تلك الرحلة؟ وما الذي أجيد القيام به؟ وأي أخطاء ارتكبتها؟ وماذا تعلمت منها؟ وأخيرا: ما المسافة التي قطعتها في إطار هذه الرحلة؟ وكما تقول: المشكلة هي في توفير الوقت لتخطيط حياتك، وليست في الأشياء الروتينية التي سيتم قضاؤها بشكل أو بآخر، بدون قلق.. كما أنها ليست في فقدان القدرة على الإنجاز، أو فعل الشيئ، وإنما هي في "تركيز هذه القدرة لصنع شيء". تمهيد التربة أولاً هذه المرحلة تشبه محاولة إنشاء حديقة، إذ تستلزم إعداد التربة قبل وضع البذور، وهنا يجب أن نطرد فشلنا وإخفاقنا بالطريقة نفسها التي نزيل بها الأعشاب المضرة من الحديقة، فلماذا يجب أن يزدحم بها المكان، ويكون لها تأثير سلبي على ما سوف يحدث في الأعوام المقبلة؟ ثم تأتي المرحلة التالية، وفيها نقوم ب"تسميد التربة"، بمعنى إثرائها، والتأكد من عدم قيامنا بتسميمها. ولنا أن نتخيل ماذا يمكن أن ينمو في حديقة ملوثة بإحساس قوي بالفشل؟ إن طريقة "أفضل السنوات في عمرك الآن" تعتمد على هذا.. على إعداد البيئة الشخصية اللازمة للنجاح، وتبدأ بالتفكير في السنة الماضية، وتذكر ما حققته، مع التركيز على أسباب النجاح. وتكمن المشكلة في أننا لا ننظر إلى نواحي الموهبة والقوة التي نتمتع بها، لذلك نفشل في استخدام هذه النواحي والمواهب في إحداث التغييرات التي نريدها.. كما أننا لا نقوم بأي خطوات في اتجاه أهدافنا المهمة، لأننا نعتقد أنه لا يمكننا القيام بها، وهذا خطأ. والبداية تكون - بحسب الكتاب - بالإيمان بالنفس مرة أخرى، وبأن المرء سيصبح أكثر صلابة في مواجهة التحديات الكبيرة، بالتغلب على المخاوف، والتحكم في توجيه الأشياء، والعمل بمبدأ: "لا تترك الأعشاب المضرة تنمو حول أحلامك". من هذه الأعشاب أن تقول لنفسك: "إنني ضحية الظروف التي لا يمكنني التحكم بها"، أو: "إنني لا أستطيع القيام بذلك الآن". أو: "إنني في انتظار الوقت المناسب للتغيير"! ومن السهل هنا إلقاء اللوم على الآخرين، والدفاع عن النفس، باعتبار ذلك المخرج لتبرير أي فشل يحيق بنا، لكن هناك حكمة صينية تقول: "إذا لم نغير اتجاهنا فسوف ننتهي في المكان الذي نحن فيه". الساعات الثلاث إذن هي لتحديد: إلى أين سنذهب؟ وهي تستلزم معرفة الكثير عما يجب أن نفعله، من أجل تغيير حياتنا للأفضل، والدخول فورا إلى "حيز التنفيذ"، وذلك بالتركيز على الأسئلة العشرة، وهو ما يتناوله المقال المقبل. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد