بعد أسبوعين من التنافس بين 26 فرقة من جميع أقاليم مصر، اختتم مهرجان نوادى المسرح فعاليات دورته رقم 23 ليلة الخميس الماضي بفوز عرض «ليلة القتلة» لنادى مسرح التذوق بجائزة افضل عرض، وذلك على مسرح دار الأوبرا.. المهرجان تنافس فيه 4 آلاف مسرحى من خلال 222 فرقة قبل التصفيات النهائية، وهو رقم كبير يؤكد اهمية فرز واكتشاف عناصر جديدة يتم الاختيار الجيد منها للاعتماد كمخرجين بفرق الأقاليم. أهمية هذه الدورة تأتى من كونها الأولى بعد تولى الشاعر مسعود شومان مسئولية هيئة قصور الثقافة، وهى الفرصة التى انتهزتها لجنة تحكيم المهرجان برئاسة د. حسن عطية لتقديم توصيات تحوى في باطنها نصائح تتمنى ان يعتمدها شومان باعتباره ابنا من ابناء الهيئة في الأساس ويسعى للتطوير الحقيقى.. وبالفعل وعد مسعود شومان الجميع بتنفيذ تلك التوصيات على الفور. التوصيات رغم قلتها إلا أنها جاءت في صميم العملية المسرحية، فبدأت بضرورة استعادة توصيات الدورات السابقة وتنفيذ المهم منها حتى تعم الفائدة وألا تظل مجرد أفكار حبيسة الأدراج.. وقد لفتنى من هذه التوصيات ما يؤكد ضرورة استعادة دور نوادى المسرح الحقيقى في التجريب بشرط أن يكون نابعا من أرض الواقع وباحثا عن سبل جمالية جديدة لجذب الجمهور.. وهى نقطة تهدف في الأساس إلى ما افتقدته عروض الثقافة الجماهيرية منذ سنوات من خيال ورؤى غير تقليدية سواء على مستوى النصوص أو الإخراج ايضا رغم التكاليف السخية للإنتاج، فإنتاج العرض الواحد بحسب شاذلى فرح مدير ادارة نوادى المسرح - في القصور يتكلف 25 ألف جنيه وفي البيوت 20 ألفا وفي القوميات 40 ألفا، وهى مبالغ كافية جدا لتقديم عمل مسرحى جاد وجاذب بشرط إطلاق العنان للخيال.. أما في حالة نوادى المسرح فإن إنتاج العرض الواحد يتكلف 1500 جنيه فقط وهو مبلغ رغم قلته إلا انه يغرس في نفوس شباب المسرحيين أفكار التوظيف الأمثل للمال العام واختيار أهم العناصر الفنية التى تخدم فكرته دون ابتذال. ولم تغفل التوصيات ان إطلاق خيال المخرجين والمسرحيين عموما يحتاج إلى ورش تحفز عقولهم ووجدانهم، لذا نادت بربط الورش التقنية لفرق النوادى بورش ثقافية تعمل على التعريف بفلسفات الفن ومدارسه وكيف يكون اكثر تأثيرا في المجتمع وتأثرا به في اللحظة الزمنية التى يتعامل فيها مع الجمهور، ولم تتردد اللجنة في طلب نشر فرق نوادى المسرح في كل القرى والنجوع حتى لو استدعى ذلك نصف ميزانية الإنتاج المسرحى الإقليمى لأن شباب النوادى يصنعون مسرحا فقط لصالح المجتمع ولاستغلال طاقاته في التعبير عن واقعه المضطرب، لذلك فهو يحتاج فرصة لخوض مغامرات جمالية راقية بعيدا عن طابور المنتجين لفرق الهيئة التقليدية. الجميل في هذا المهرجان انه منذ دورته الأولى يقوم باعتماد عدد من المخرجين للعمل بفرق الأقاليم سواء مخرجو العروض الفائزة أو حتى مخرجين آخرين رأت لجنة التحكيم ان لديهم من الرؤى ما يؤهلهم للعمل بهذا المجال، وهى خطوة جديرة بالاحترام..