في حياة كل منا لحظات فارقة ،ومواقف حرجة ،وكلمات تفصل بين الحياة والموت ، الخير والشر ،واذا كنت من هؤلاء الذين من الله عليهم بالعقل فان هذه اللحظات ، المواقف ،الكلمات كثيرة لان العقل يعني الحكمة ،ومن اوتي الحكمة ( الادراك ) فقد اوتي خيرا كثيرا ... فالفيصل هو الادراك الذي اساسه رجاحة العقل والحكمة وهما الفارق بين الكثير من البشر. وقد يكون الادراك سبب شقاؤك ،وقديما قال أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، المولود سنة 303 ه في الكوفة بالعراق والمعروف بالمتنبي :ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم ،ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم...وفي واقعنا الحالي الذين تحول فيه الجميع علماء في كل المجالات ومع قلب المفاهيم واختلال الموازين فان العاقل المدرك اكثر من ذلك الشقي القديم بمراحل كثيرة لان الشقي كان في الماضي اما الان ومع التطور للخلف فان العاقل لا يجد امامه الا خيارين، اما ان يقاوم فيضان التزييف والتجهيل والتلون ،واما ان يتغابي ويتخلي عن عقله وضميره وينساق وهو في كلتا الحالتين معذب بادراكه وعقله ولان العاقل الحق هوالذي يحتال للأمر حتى لايقع فيه فعليه اما ان يطبق مبدأ ان الحكمة عشرة اجزاء تسعة اجزاء منها في الصمت والباقي في عزلة الناس، وإما ان يخالط الناس ويصبر علي ازاهم وهو الامر الذي الذي لا يدركه الا القليلون من الخلص ، لان الابتلاء والأذي من الناس والصبر عليهما يؤتي ثماره في الدنيا وله ثوابه في الاخرة ، هذه الامور وغيرها من التعقيدات والتنافضات تجعل من الكثيرين امام المبكيات من المفارقات والمهازل التي تشهدها المنطقة وفي قلبها مصر تجعل الاغلبية يلجأون الي مبدأ (الغي عقلك ) وعش يومك ودع ما يحدث يحدث لانك لن تغير وهنا مكمن الكارثه واعلان للنهاية الحقيقية وتجاهل لجوهر وروح الدين الحنيف الذي دعانا لغرس شجرة حتي وان كانت القيامة تقوم وهي الثقافة التي لابد من تنميتها لمواجهة التحديات وهي اكثر من ان تحصي . لمزيد من مقالات محمد الأنور