الأنوار تخبو والسماء تصفو وهاهي الأحداث المؤلمة تأتي مسرعة تتداخل وتتشابك كسحاب في فصل الشتاء وتأتي لحظة لاينفع بعدها الندم ويتمني صاحبها لو توارت في عالم النسيان .. جريمة قتل تفوح منها رائحه الغدر والخيانه وشاه عيان علي غياب الرحمه وموت الضمير فالمجني عليه طفل عمره 4سنوات و"القاتل"خاله وتوأم والدته هذا هو حال الجريمة البشعة التي شهدتها قرية ناي التابعة لمركز قليوب . لم يقترف الصغير ذنبا سوي ان الاقدار وهبته خالا حرمته الاقدار نعمه الانجاب واسودت الدنيا في عينيه عندما انجبت شقيقته التوام الذكر وكاد ان يفقد عقله عندما اخبره الاطباء استحاله الانجاب وانه مثل الارض البور لم تنبت ولم تكن ثمارها مشتهاه وانه سيظل في الحياه مثل شجره تساقطت اوراقها وسط حقول خضراء وانه لم يجد السند اذا عبست الحياه في وجهه وطرق المرض بابه ولم يجد من يحمل نعشه عند وفاته او حتي فتاه من صلبه تصرخ عليه وهو يتواري خلف الثري وضاقت الحياه امامه وسحابه سوداء غشيت حياته وسكنت العتمه كل الدروب التي يسير فيها وكلما وقع بصره علي ابن شقيقته اشتعلت نيران الغيره في دمائه وزاد الطين بله عندما عايره زوج شقيقته بانه عقيم فاقسم ان يحيل حياته الي جحيم وان يجرعه المراره التي يرتوي منها كلما راوده الحنين لانجاب الولد فقرر ان يسطر بيده الاثمه شهاده وفاه الصغير ليدفع طائر الجنه ثمن ذنب لم يرتكبه حيث تجرد القاتل من كل مشاعر الأنسانية وقتل ابن شقيقته وتوأمة انتقاما من والده لمعايرته له علي عدم الأنجاب .. ورفض كل توسلات الطفل أن يتركه ويرحمه بعد أن أصطحبه إلي منطقة زراعات داخل القرية وأخذ يضع رأسه في حوض مملوء ماء يستخدم في ري الأراضي الزراعية وسط توسلات الطفل التي لم يتحرك لها قلبه وهو يقبل يديه ويستحلفه بالله الا ان الرحمه ضلت طريقها الي قلب الخال وتلفع بعباءه الشيطان وكلما زاد بكاء الطفل تطايرت شراره الانتقام من اعين خاله حتي جاءت اللحظه التي لالحظه بعدها وصعدت روح الصغير الي السماء وانشرحت اسارير الخال القاتل عندما ازهق حياه البريء وجلس بجوار جثته يشعل سيجاره الاطمئنان والانتصار ثم حمله بعد ذلك جثة هامدة وقام بدفنة داخل كوم من " التبن " وتركه وفرا هاربا أعتقادا منه أنه سيفلت من العقاب وبدم بارد وقلب ميت خرج مع شقيقته يبحث عن فلذة كبدها ويزرف دموع التماسيح علي فراقه ويشيع ان الطفل تم اختطافه لابعاد الشبهات عنه حتي انفضح امره ووقع الخبر علي شقيقته كالصاعقه. بداية الواقعة عندما تلقي النقيب محمد رفعت أبوسريع معاون مباحث مركز قليوب بلاغا بالعثور علي جثة طفل وسط كومة من "التبن" داخل إحدي الأراضي الزراعية بقرية ناي .. تم إخطار اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية فإنتقل علي الفور العميد سامي غنيم رئيس مباحث القليوبية والمقدم أحمد حماد رئيس مباحث مركز قليوب وتبين أن الجثة لطفل يدعي محمد عبدالعزيز محمد 4 سنوات ملقاة داخل كومه من التبن بأرض زراعيه ونظرا لما مثلته الواقعة من خطورة إجرامية تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء عرفة حمزة مدير المباحث شارك فيه العقيد جمال الدغيدي رئيس فرع البحث الجائي بشبرا الخيمة حيث تم التوصل لشهود للواقعة وبسؤالهم قرروا بمشاهدتهم زوجة خال المجني عليه ربة منزل بالقرب من مكان العثور علي الجثه مرتديه نقاب وبمناقشتها أعترفت ان نيران الغيره من زوجه شقيق زوجها احرقتها عندما علمت انه حامل وستنجب ولد اخر بينما هي عاقر لاتقو علي الانجاب مما دفعها الي الاتفاق مع زوجها علي قتل الطفل لاحراق قلب والديه تمكن ضباط مباحث المركز من ضبط زوجها الذي كان يقسم ويتوعد لمن تجرا واختطف نجل اخيه وان النوم خاصم جفونه من يوم اختفاءه وان قطره الماء لم تدخل فمه وان جنجرته لاتعرف سوي مراره الحسره علي فراق نجل اخيه حتي انضح امره بين اهالي القريه وكادت الصدمه تفتك بصدر اخيه بهد ان علم ان قاتل فلذة كبده هو خاله. وبسؤال المتهم علل ارتكابه الجريمة أنتقاماً من زوج شقيقته " والد الطفل" بسبب معايرته المستمره له بعدم الانجاب .. حيث قام باستدراج الطفل وإغراقه بحوض مياه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة .. وأنهال القاتل في البكاء نادما علي مافعلة مؤكدا أن الشيطان لعب برأسه وتخيل أن هذا هو الحل الوحيد حتي يتوقف والده عن معايرته له بعدم الأنجاب .. ويقول المتهم أنه راضي بأي حكم ويتمني الموت في كل لحظه حتي يستطيع أن يرتاح من عذاب الضمير.