أعلنت الولاياتالمتحدة أمس رفضها اقتراحا طرحه مسئولون إيرانيون تتعاون طهران بموجبه فى محاربة مقاتلى تنظيم داعش مقابل "مرونة" بشأن برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن جهود القوى العالمية لإقناع إيران بالتخلى عن برنامجها النووى "منفصلة تماما" عن جهود الرئيس باراك أوباما لبناء تحالف ضد تنظيم داعش مشيرا إلى أن التركيز على محادثات مجموعة5+1 سيظل على تبديد مخاوف المجتمع الدولى بشان برنامج إيران النووي. وأكد المتحدث أن الولاياتالمتحدة لن تكون فى وضع مبادلة بين جوانب من برنامج إيران النووى مقابل الحصول على ضمانات لقتال داعش وأن واشنطن لن تنسق الأنشطة العسكرية للتحالف الدولى ضد التنظيم الإرهابى مع الإيرانيين ولن تتبادل المعلومات المخابراتية عنه مع إيران. وعلى الرغم من هذا الرفض الأمريكي، إلا أن إيران واصلت جهودها لإبراز نفسها على الساحة الدولية كلاعب مهم فى الحرب على داعش، فقد وصل الرئيس الإيرانى حسن روحانى أمس إلى نيويورك للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكر مصدر بمكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن الرئيس البريطانى ديفيد كاميرون سيلتقى مع الرئيس الإيرانى فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية خلال اليومين المقبلين فى أول لقاء على هذا المستوى بين طهران ولندن منذ عام 1979. وقال المصدر انه من المتوقع أن يحث كاميرون روحانى لانضمام إيران إلى التحالف الدولى لمحاربة داعش. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند سيلتقى خلال ساعات بالرئيس الإيرانى لبحث ما إذا كانت إيران ستلعب دورا فى مواجهة الإرهاب فضلا عن مناقشة تطورات الملف النووى الإيراني. وكان وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف قد اجتمع أمس الأول مع نظيره الإماراتى عبد الله بن زايد آل نهيان ودعا إلى التعاون بين دول المنطقة لمواجهة تهديدات داعش. جاء ذلك قبل ساعات من اعلان روحانى عن أمله فى تعزيز العلاقات مع السعودية وذلك فى برقية بعث بها إلى الملك عبد الله خادم الحرمين. وفى سياق متصل، هدد قائد القوة البرية للجيش الإيرانى العميد أحمد رضا بوردستان باستهداف تنظيم داعش فى عمق الأراضى العراقية لو حاول الاقتراب من الحدود الإيرانية.ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية عن بوردستان قوله خلال عرض عسكرى أنه لا مشكلة لإيران للتصدى لتنظيم داعش، وأنه بهدف التصدى لهذا التنظيم فإن هناك تواصلا جيدا بين طهران والحكومة والقوات العسكرية العراقية وهم يستفيدون أيضا من خبراتنا العسكرية والدفاعية الكبيرة"مؤكدا أن داعش لا تشكل تهديدا حاليا لإيران. وفى غضون ذلك، ذكر مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية حسين أمير اللهيان أن إيران لديها شكوك بشأن نية الولاياتالمتحدة فى مكافحة الإرهاب. وقال المسئول الإيراني"حذرنا الغرب منذ بداية الأزمة السورية إن دعم الإرهاب يهدد أمن العالم واليوم أدرك الأمريكان ذلك ودعوا إلى التعاون مع إيران لكن لدينا شكوكا بشأن نيتهم فى مجال مكافحة الإرهاب". وفى إطار متصل، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيلتقى برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى الأول من أكتوبر المقبل فى واشنطن. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى كايتلن هايدن ان اللقاء سيتناول على الأرجح قضية الملف النووى الإيراني. وحول البرنامج النووى الإيرانى الذى أصبح يرتبط بشكل أو بآخر بموقف إيران من الحرب على داعش، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على خطة عمل تحظى بقبول إيران ومجموعة دول 5+1 بشأن قضية الربط بين أجهزة الطرد المركزى فى المنشآت النووية الإيرانية. تأتى تصريحات أفخم فى هذا الشأن ردا على أنباء تتحدث عن تقديم إحدى الدول الأعضاء فى مجموعة 5+1 اقتراحا حول كيفية الربط بين أجهزة الطرد المركزى الإيرانية لكن من الواضح أن إيران رفضت الاقتراح. وفى غضون ذلك، كشف قائد القوة البحرية التابعة للجيش الإيرانى الأدميرال حبيب الله سيارى النقاب عن تدريبات بحرية مشتركة بين إيران والصين خلال الأسبوع الجاري.وأكد سيارى أن مناورات البحرية ستجرى بالمستقبل القريب. وأوضح أن مناورات "الولاية 3" المزمع إجراؤها تهدف إلى تأمين الحدود المائية للجمهورية الإسلامية فى المياه الإقليمية والمنطقة.