أثبتت دراسات مصرية عدة أن هناك آثارا وخيمة قد يشهدها العالم من جراء ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومن أبرزها زيادة حالات الإصابة بالعمي، والأمراض المختلفة التى تنتهى بالوفاة فى الغالب، من جراء تلوث العناصر المختلفة للبيئة. فقد أجرى فريق بحثى مصرى دراسات عدة حول التأثيرات الصحية للتغيرات للوقوف على الآثار الصحية للتغيرات المناخية ، ومنها دراسة ربطت بين ارتفاع انتشار الفطريات فى البيئة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التى قد ينتج عنها كثرة استخدام مكيفات الهواء فى الأماكن المغلقة، والتى تعتبر بيئة جيدة لنمو الفطريات. الفريق كان برئاسة الدكتورة وجيدة عبد الرحمن أستاذ طب المجتمع والبيئة بجامعة عين شمس والدكتورة أمل سعد الدين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائى بالمركز القومى للبحوث والخبير المراجع فى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيرات المناخ. وفى دراسة أخرى ثبت أيضا أن هناك زيادة يعتد بها احصائيا فى مصر فى نسب عدوى القرنية بالفطريات فى الفترة من عام 1997 الى عام 2007 ، وهى زيادة تتناسب إحصائيا مع الزيادات فى درجات الحرارة الصغرى مع أقصى مستوى لرطوبة الغلاف الجوى فى القاهرة الكبرى فى نفس الفترة الزمنية. ويعتبر هذا المرض من الأمراض التى قد تسبب فقدان الإبصار إذا لم يتم العلاج سريعا. ويتوقع الباحثون بناء على النماذج الإحصائية المستقبلية للتغيرات المناخية فى مصر أن تتناسب الزيادة المتوقعة فى حالات عدوى القرنية بالفطريات حتى عام 2030 مع الزيادات المتوقعة لانبعاث غاز ثانى اكسيد الكربون ودرجة الحرارة على سطح الأرض. وقسمت الدراسة التأثيرات الصحية ومواضع الضعف الى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة. ومن أهم التأثيرات اعتبار مصر من الدول الحساسة للتغيرات المناخية، لموقعها الجغرافى وطول سواحلها المعرضة لخطورة ارتفاع مستوى سطح البحر، بالاضافة الى حدوث تغيرات فى نوعية الحياة المائية وظهور بعض الطحالب على الشواطئ، التى قد يكون منها أنواع سامة.. وسرعة الرياح التى قد تتسبب فى زيادة بعض الأمراض والمخاطر الصحية. ومن المتوقع كذلك زيادة الاصابات والوفيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية مثل الفيضانات والأعاصير والعواصف بالإضافة الى المشكلات الصحية والوفيات نتيجة الهجرة الجماعية وتغيير توزيع السكان واختلاف التعرضات البيئية الممرضة. وكذلك ما يمكن أن يتعرض له نهر النيل من فيضانات، أونوبات الجفاف. وفى كلا السيناريوهين قد تزيد هجرة المزارعين من المناطق الزراعية الى المناطق الجديدة مما يؤدى الى تغيير الخريطة لبعض الأمراض مثل التوزيع الجغرافى للإصابات بالبلهارسيا وبعض الأمراض المعدية قد تظهر فى مناطق لم تعرف فيها قبلا.