طرد الاخوان من قطر لم يكن فجأة ولم يأت من فراغ بل سبقته إرهاصات عديدة وصلت ذروتها الأسبوع الماضى باعلان نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشينى أن جماعة الاخوان جزء من مشكلة الشرق الأوسط.. حيث لمس شكوكا من أصدقائه بالمنطقة حول مدى إدراك الرئيس باراك أوباما وأركان إدارته خطورة الاخوان.. واللافت أن تصريحات تشينى جاءت بمناسبة ذكرى ضرب برجى مركز التجارة العالمى فى 11 سبتمبر 2001 مايعنى ان أطراف فاعلة فى السياسة الأمريكية لاتفضل بين الارهاب الذى ضرب امريكا والذى يضرب بعض البلدان العربية وفى مقدمتها مصر.. هو نفس الارهاب الذى يتهدد بعض الدول الأوروبية حاليا التى حشدتهما واشنطن للقضاء على تنظيم داعش الذى جز رأس صحفيين أمريكيين ويهدد بالمزيد.. تشينى طالب الادارة الأمريكية أيضا باحترام إرادة المصريين الذين طالبوا برحيل مرسى وأختاروا السيسى رئيسا للبلاد.. المشهد الأمريكى وإن كان صدم البعض إلا أن الساحة السياسية داخل مصر شهدت تطورا لافتا أيضا بإعلان الجماعة على لسان الدكتور محمد على بشر القيادى الاخوانى قبوله المثول أمام لجنة تقصى حقائق 30 يونيو والتى تحقق فى أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة وماتلاهما من أحداث.. حدث هذا فى الوقت الذى يعلن فيه التنظيم الارهابى ليل نهار عن استمراره فى تنظيم مسيرات دموية واكماله مسلسل تخريب المنشآت العامة واستهداف ضباط وجنود الجيش والشرطة.. ولكن اجتماع جدة الذى تقرر فيه تشكيل تحالف عربى دولى لمواجهة ارهاب تنظيم داعش كان كلمة الفصل فى ملف الجماعة الارهابية حيث جرت ضغوط عربية وأمريكية على قطر لوقف دعمها للاخوان ومالبثت قطر ان أعلنت طرد كثير من القيادات التى اتخذت من الدولة وقناة الجزيرة منابر لتنفيذ مؤامراتها ضد الدولة المصرية بعد 30 يونيو. المشهد غاية فى التعقيد فى ظل توقعات خبراء ومطلعين على الملف الاخوانى بأن قطر لن تطرد كل الاخوان من اراضيها حيث يعمل كثيرون منهم فى وظائف كبيرة بالدولة.. كما أنها ستساعدهم فى اللجوء إلى دول عربية اخرى لاتزال علاقتها بتنظيم الاخوان ، حسنة مما تسمح بإيواء والقيادات المطرودة وممارسة نشاطها وسيكون بدعم قطرى أيضا .. مايعنى أن ملف الاخوان لن يغلق سريعا او ببساطة.. فى ظل توقعات أيضا بانتقال قيادات مؤثرة فى الجماعة الى دول جنوب شرق آسيا او جنوب افريقيا او لندن الراعية التاريخية للاخوان. وإذا كانت الدبلوماسية المصرية قد وجهت ضربة قاصمة لهذا التنظيم الارهابى بمشاركة الاطراف الفاعلة فى الخليج وذلك بنجاحها فى الربط بين ارهاب داعش والاخوان وفرضت على الادارة الامريكية التعامل مع القضية برمتها كملف واحد.. فان التحدى الأكبر المقبل هو الملاحقة الدبلوماسية والاعلامية لهذا التنظيم دوليا للقضاء على أى نتوءات أو بثور جديدة تحاول أطراف كثيرة بمخرها لتكون شوكة فى ظهر الدولة المصرية.