هل من الممكن أن تكون التكنولوجيا هي محرك التغيير للعالم؟هل يستطيع مجرد تطبيق على الهاتف أن يغير العالم؟هل من الممكن أن تلهمنا مجرد لعبة؟ كيف نقدر أن نحافظ على البيئة؟ هل يستطيع موقع أن يساهم في محو الأمية؟ مسابقة كأس التخيل «imagine cup» التى تنظمها شركة مايكروسوفت العالمية تمنح الفرصة لإطلاق مواهب وإبداعات الشباب لتغير العالم!! هذه المسابقة السنوية هي أكبر مسابقة على مستوى العالم تتيح لكل الطلاب إطلاق ابداعاتهم لحل أصعب المشكلات التي تواجه العالم اليوم ..ماذا حدث فى هذه المسابقة هذا العام؟من هى الفرق الفائزة؟ وما هو المشروع الذى حصد كأس التخيل؟اليكم التفاصيل فى هذا التقرير .. فاز الفريق المصري «illogic اللا منطق» بالمركز الثالث فى قسم الألعاب الكترونية فى هذه المسابقة منذ عدة ايام، بعد منافسة شديدة فى التصفيات النهائية التى كانت تضم «خمسة وثلاثين» فريقا من حول العالم، قيمة الجائزة خمسة آلاف دولار، الفريق يضم أحمد نجيب ووليد خيرى ونهال جمال وأحمد عبدالحميد، والمشروع المصرى هو لعبة «Puppy in Bubble» وتعمل بنظام تشغيل ويندوز فون 8. وتم إعلان النتيجة فى مركز واشنطن للمؤتمرات بولاية سياتل بالولايات المتحدةالامريكية منذ أيام ، وقد فاز «بكأس التخيل» هذا العام الفريق الاسترالي فى قسم خدمة المجتمع، كما فاز الفريق البحريني بالمركز الثالث فى قسم الابتكار. وقيمة الجوائز المقدمة للفرق التسعة الفائزة 200 الف دولار قدمتها مايكروسوفت للفرق المتفوقة. يقول مصطفى نجيب مشرف الفريق المصري: شعرنا بالسعادة عندما ذكر اسم مصر ضمن البلاد الفائزة، وسنكمل مشروعنا.. ويقول محمد جعفر: مسئول البرامج: ان فكرة المشروع الفائز هى عبارة عن لعبة موجهة للأطفال، قائمة على الابتكار فى التنفيذ والتصميم ثلاثي الأبعاد. وفى كلمة وجهها بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت للطلبة المشاركين قال: هذه الشركة تأسست على يد مجموعة من الطلبة فى سبعينيات القرن الماضي، كانت مجرد فكرة وحلم وإرادة، ونحن مستعدون لدعم الطلبة عالميا فى كل بلاد العالم، ويقول أمنتست نيتو مسئول البرامج فى مصر والشرق الأوسط: هدف المسابقة الآن هو مساعدة الفرق الفائزة من الطلبة على افتتاح شركات صغيرة خاصة بهم ليعتمدوا على أنفسهم فى شق طريق حياتهم العملي. وقد حصدت البحرين المركزالثالث فى قسم الابتكار في النهائيات العالمية للمسابقة بينما اختطفت أستراليا المركز الأول. وشارك فريق Butterfly البحريني بقيادة آلاء عبدالرحيم بمشروع جهاز طلاء الأظافر، وجائزتها هى خمسة آلاف دولار، بعد منافسة 10 فرق من أنحاء العالم.وكان الفريق فاز بالمنافسات العربية لمسابقة «كأس التخيل» في الدوحة، قبل أن يتجه إلى سياتل. والمشروع هو تطبيق للهاتف الجوال والكمبيوتر يمكن المستخدمين من اختيار لون طلاء الأظافر المرغوب استعماله وتصنيعه في أقل من دقيقة واحدة، وباستخدام جهاز تصنيع الطلاء المرفق مع التطبيق.وقالت آلاء عبدالرحيم إن جهودا كبيرة بذلها الفريق أهَّلته للفوز، وأوضحت أن المشروع بدأ كمشروع للتخرج 2013 وبدأت تعمل على تطويره الى يومنا هذا. تم تقيده في سجل براءات الاختراع بالمكتب الوطني لبراءات الاختراع بمملكة البحرين. والمشروع هو عبارة تطبيق لحاسوب «وندوز ستور» ولهواتف وندوز الذكية، تتحكم بجهاز جديد تم اختراعه ليقوم بإنتاج أي لون طلاء أظافر يختاره المستخدم من التطبيق بثلاثة أنواع «اللماع، المطفي، العادي» في أقل من 50 ثانية، وبذلك فإن هذا المشروع يمكن أي فتاة من الحصول على أي لون لطلاء اظافر باللون الذي يناسب ملابسها يومياً دون الحاجة لشراء اعداد كبيرة من زجاجات طلاء الاظافر وبالتالي تتكدس بالمنزل. وقد ذهب المركز الأول في «مسابقة الابتكار» إلى فريق طلابي من نيوزلندا، وهو ابتكار تطبيق يكشف الإصابة بفقر الدم عن طريق ال «سيلفي» وقد انساق طالبان استراليان وراء رغبتهما المتحرقة في توظيف التكنولوجيا وإخضاعها لخدمة الطب والعلاج، فابتكرا تطبيقًا جديدًا للهواتف الذكية، يمكن الأشخاص من معرفة ما إذا كانوا يعانون فقر الدم، من خلال الصور الشخصية ال «سيلفي» وجاريل سيه، وجنيفر تانج، هما طالبان بكلية الطب، جامعة موناش، ملبورن، ابتكرا ما أطلقا عليه اسم (Eyenaemia) أي تحديد الإصابة بالإنيميا من العين، في تطبيق يمكنه فحص ملتحمة العين والجفن، فور التقاط الشخص صورة «سيلفي» لنفسه بالهاتف المحمول، حيث يقوم البرنامج الذي يوظفه هذا التطبيق بتحليل النتائج لإرسالها لاحقًا للطبيب، ومنع تدهور الحالة حال وجود إصابة بالفعل، أو احتمالات إصابة. وقد فاز الطالبان بجائزة مالية قدرها 50 الف دولار، بالاضافة إلى لقاء خاص مع مؤسس ميكروسوفت، بيل جيتس، فيما يأمل الطالبان أن تطلق «ميكروسوفت» التطبيق الذي ابتكراه في غضون فترة تتراوح بين 6 و12 شهرًا. تم تقديمها ضمن 6 مشاريع من المشاريع الأكثر تأثيراً من الناحية الاجتماعية. خالد عبد القادر مدير عام شركة مايكروسوفت بمصر قال أن مسابقة كأس التخيل مسابقة سنوية تقيمها شركة مايكروسوفت للبرمجيات, لاكتشاف المواهب الشابة فى كل دول العالم, حيث تتم دعوة عدد من التقنيين والمتفوقين الشباب من جميع أنحاء العالم لحل عدد من المشاكل المستعصية وتشتمل المسابقة على تصميم البرمجيات، حيث يتم تكوين عدة فرق من المشاركين لا يتجاوز العدد 4 لكل فريق من مستوى الدراسة الثانوية والمعاهد المهنية والكليات، لتقديم حلول لبرمجيات تعالج موضوعا معينا.والمسابقة تتيح للطلاب إطلاق إبداعاتهم لحل أصعب المشكلات التي تواجه العالم و عمرها أكثر من 10 سنوات و تهدف المسابقة لإطلاق العنان لخيال المتسابقين في استخدام التكنولوجيا، والتعليم والتدريب الجيد مع توافر أدوات تطوير تكنولوجية جيدة. وأضاف : الشباب المصرى دائما قادر على حصد الجوائز والتميز ومسابقة كأس التخيل التى انطلقت فى عام 2003 لتتحول الى المسابقة الاكثر شهرة على مستوى طلبة الجامعات عالميا,وخلال مسابقة كأس التخيل تعمل مايكروسوفت على تجهيز الشباب بالتدريب وتضع لهم مصادر ومجموعة من المدربين والخبراء لكي يسألوهم، كما نوفر لهم أحدث التكنولوجيات الموجودة عندنا التي يمكن أن يعتمدوا عليها ونتركهم ليخرجوا بالأفكار ويكتبوا التطبيق لكي تتحول الفكرة إلى منتج بحيث تكون الفكرة فكرتهم والتطبيق لهم، وكذلك طريقة العرض ونرى النتيجة عقب ذلك.وحجم المشاركة خلال آخر 10 سنوات شارك مليون وخمسائة ألف طالب على مستوى العالم من 190 دولة في المراحل المختلفة من كأس التخيل، وتعتمد المسابقة على تصفيات محلية تليها تصفيات نصف نهائيات إقليمية ونهائيات عالمية أي ثلاث مراحل، وهذه السنة أول سنة نجرب أن التصفيات الإقليمية تكون على مستوى العالم العربي.ويقوم المشاركون في المسابقة بالتنافس في عرض أفكار لمشاريع مبتكرة تسهم في معالجة التحديات التي تواجه العالم من خلال استخدام تكنولوجيا «مايكروسوفت»، وشارك في نصف نهائيات كأس التخيل هذا العام للدول العربية أكثر من 140 طالباً ومُرشداً ومحكّماً من دول عربية عدة.. ويقول المهندس علي فرماوي نائب رئيس مايكروسوفت العالمية للقطاع الدولى ورئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا :أن مسابقة كأس التخيل التي تطلقها مايكروسوفت هي أكبر مسابقة على مستوى العالم تتيح للطلاب إطلاق إبداعاتهم لحل أصعب المشكلات التي تواجه العالم. ولاشك ان الإبداع بات مطلبا أساسيا لتطور الدول والأفراد ، وأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلعب دورا حيويا في نهضة الشعوب على مستوى العناصر التي حددها البنك الدولي. ويضيف فرماوى :أن الإبداع ليس رفاهية لكنه مطلب رئيسي لتطور الدول، حيث إن البنك الدولي يضعه في مقدمه أربعة أشياء أساسية للنهوض بشعوبها، ولو نظرنا إلى الدول العربية فسنجد أن العالم يصف ما نمر به بتخبطات سياسية و مشاكل مجتمعية وفجوة رقمية ومشاكل اقتصادية لكننا عندما نقترب من الشباب العربي نجد أنهم يمتلكون 3 أشياء أسياسية بداية من الموهبة والطاقة ووجود نظرة إيجابية تجاه المستقبل فضلا عن توفر الفرص، وامتزاج الموهبة بالطاقة مع وجود فرص يماثل ما نقدمه للطلاب في كأس التخيل ، ويجب التأكيد على أن الإبداع مطلب أساسي . ومن أبرز التحديات التي يقابلها المشاركون في مسابقات كأس التخيل هو اختيار المشكلة ثم اختيار أفضل حل تكنولوجي، وكذلك ابتكار أفضل واجهة للتطبيق حيث إن بعض الشباب يعملون برامج وتطبيقات جيدة لكن طريقة التعامل معها لا تكون سهلة ولا جذابة، أما التحدي الأخير فيتمثل في طريقة عرض تطبيقاتهم على لجان التحكيم.اما معايير اختيار الفائزين في المسابقة .. فهناك معايير معقدة في تقييم المشاريع....خاصة أن الحكم على تلك البرامج يشمل كل شيء سواء من الفكرة نفسها أو صعوبة التنفيذ وسهولة واجهة التطبيق.