في هذه الظروف التي تمر بها البلاد وحيال تلك الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الوطن الجريح راحت أمريكا تتبجح وتعلن عن رغبتها علنا في التغلغل في شئون البلاد، وإلا فإنها ستقطع المعونة الأمريكية عن مصر، وللأسف الشديد نكث كثير من قادة الدول العربية عهودهم التي وعدوا بها حكومة مصر ولم يقدموا أدنى معونة لمصر تبعية منهم لأمريكا وخوفا على مصالحهم، وإزاء هذه التهديدات كان الرد الحاسم من الحكومة المصرية، وينبغي أن يكون الرد حاسمًا أيضا من كل مصري أبي، فلا بد من مقاطعة كل ما هو أمريكي، فلنقاطع كنتاكي وماكدونالز، والبيبسي والكوكاولا، وكل منتج أمريكي، كي نرد على أعدائنا ونصفعهم صفعة شديدة تعرفهم مكانتهم، ولسان حالنا يقول: أهوى الحياة كريمة، لا قيد *** لا إرهاب، لا استخفاف بالإنسان وقد أحسن صنعا الداعية الفاضل الشيخ محمد حسان إذ قدم مبادرة سماها "المعونة المصرية"، وقال سيادته في حديثه للقناة الأولى بالتلفزيون المصري: "فلتقطع المعونة الأمريكية، وليعلن شعب مصر من الليلة باسم المعونة المصرية معونة يساهم فيها كل مصري، وأنا واثق أن أختي وابنتي وأمي التي تراها تجلس على قارعة الطريق تبيع الجرجير والفجل والطماطم والبطاطس ستساهم في هذه المعونة المصرية؛ من أجل أن تستغني مصر القامة ومصر القيمة عن هذه المعونة الأمريكية التي يريد الأمريكيون بها أن يستذلوا مصر وشعبها، ولن تُذل مصر أبدًا بفضل الله تعالى". وقال الشيخ حسان: "أنا أخاطب رئيس الوزراء الدكتور الجنزوري والإخوة الأعضاء في مجلس الشعب وأقول: تبنوا أنتم هذه المبادرة مني وأنا جندي معكم بكل طاقتي وبكل جهدي وإخواني من العلماء والدعاة والمشايخ، فليتحرك كل العلماء والدعاة في مدن مصر ونجوعها لنحرك الأمة كلها لتستغني مصر عن المعونة الأمريكية، وثقتي في الله أننا في مجلس الشعب والحكومة على أيدي علمائنا من الأزهر والأوقاف وسائر الدعاة في كل الميادين سنجمع أضعاف ما تقدمه لنا أمريكيا من المعونة تريد أن تستذل بها مصر القامة والقيمة". وإزاء هذه المبادة من الداعية الإسلامي الشيخ حسان، دعا التلفزيون المصري المصريين جميعا إلى تبني هذه الحملة والإسهام فيها، وأعلن رسميا أنه سيتبنى هذه المبادرة. وقال حسان: "أناشد إخواني من الحكومة ومجلس الشعب أن يضعوا الآليات لهذه المبادرة التي ستكون معونة لمصر كلها، وقال ثقتي في الله، ثم في أهل مصر، أنه في غضون سنة سنجمع أضعاف أضعاف المعونة الأمريكية". وحقيقة "إذا كانت اللقمة من الفأس كانت الكلمة من الرأس" كانت هذه كلمة خالدة للداعية الكبير الشيخ متولي الشعراوي يرحمه الله، فلا بد لنا جميعا كمصريين أن ندعم هذا الأمر من أجل بلدنا الغالي، وكي تكون كلمتنا من رأسنا غير مملاة علينا من هنا وهناك. فأدعو شباب مصر البواسل للعمل والاجتهاد وخدمة مصر بلدنا الغالي الحبيب، ولا داعي أبدا أن نقعد عن سبيل العمل والبناء من أجل التقدم والرخاء، وبناء نهضتنا والنهوض ببلدنا والاعتماد على أنفسنا كي نستعيد كرامتنا ومكانتنا بين الأمم. المزيد من مقالات جمال عبد الناصر