محافظ المنوفية يشدد على المتابعة الميدانية الدقيقة لملف التعديات    مياه القناة: انتظام عمل المحطات وزيادة الضخ في ثاني أيام عيد الأضحى    سعر جرام الذهب عيار 18 و21 اليوم ثاني ايام عيد الاضحي.. تعرف على سعر الجرام بالصاغة    كيف عثرت إسرائيل على جثة المحتجز التايلاندي ناتابونج بينتا؟    إيران تتحدى الوكالة الذرية وتتمسك ب"الحق في التخصيب".. تصعيد نووي يسبق تصويت مجلس المحافظين    موعد مشاهدة مباراة هولندا وفنلندا في تصفيات أوروبا اليوم والقنوات الناقلة    أخبار الطقس في السعودية اليوم.. أمطار رعدية وتقلبات جوية    حجاج الجمعيات الأهلية يؤدون رمي الجمرات في أول أيام التشريق وسط تنظيم دقيق    تعرف على أسباب حدوث الحرائق وأنواعها    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال إجازة عيد الأضحى    الكويت ترحب بقرار منظمة العمل الدولية منح فلسطين صفة دولة مراقب    مصادر: الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله مسيرات قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية    مصادر طبية في غزة: مقتل 34 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم    في ميت يعيش الكل يفرح    عواد: أنا وصبحي نخدم الزمالك.. وسيناريو ركلات الترجيح كان متفقا عليه    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    خالد الغندور: 14 لاعبا سيرحلون عن الزمالك    ضبط لحوم مذبوحة خارج المجازر الحكومية وتحرير 317 محضرًا تموينيًا بأسيوط    تفعيل مخالفة مرورية رادعة.. النقل تناشد المواطنين بعدم استخدام حارة الأتوبيس الترددى على الدائري    السيسي يقود أحدث إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي    وزارة الداخلية تحتفل بعيد الأضحى مع الأطفال الأيتام وتقدم لهم الهدايا والفقرات الترفيهية    إصابة 8 أشخاص نتيجة انقلاب «ميكروباص» بطريق أسيوط- الفيوم الغربي    الخلاصة.. أهم أسئلة علم النفس والاجتماع لطلاب الثانوية العامة    مات فيها شاب.. تفاصيل "خناقة بالسلاح" بين عائلتين في حلوان    شيرين عبد الوهاب تحيي حفل ختام مهرجان موازين بالمغرب أواخر يونيو الجاري    آخر تطورات الحالة الصحية لنجل الفنان تامر حسني    طريقة عمل الرقاق الناشف في البيت.. أشهر أكلات عيد الأضحى    البنات والستات.. والشيشة    وكيل صحة أسيوط يترأس حملة لمتابعة المنشآت الصحية خلال أجازة عيد الأضحى    الرعاية الصحية: مستمرون في تقديم خدمات آمنة ومتميزة خلال العيد    محافظ أسيوط يعلن عن تشغيل غرفة طوارئ بالتأمين الصحي خلال عيد الأضحى المبارك    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    من الصداقة للعداء.. خلاف «ترامب» و«ماسك» يُسلط الضوء على التمويل الحكومي ل«تسلا» و«سبيس إكس»    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    استقرار الزيت والفول.. أسعار السلع الأساسية اليوم السبت بالأسواق    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الأزهر للفتوى يوضح أعمال يوم الحادي عشر من ذي الحجة.. أول أيام التشريق    استقرار أسعار الذهب في مصر خلال ثاني أيام عيد الأضحى 2025 وسط ترقب الأسواق العالمية    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 7-6-2025 في المنوفية.. الطماطم 10 جنيها    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    مها الصغير عن تصدرها التريند: «السوشيال ميديا سامَّة»    ديانج ينضم إلى معسكر الأهلي في ميامي.. صور    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    ريابكوف: ميرتس يحاول إقناع ترامب بإعادة واشنطن إلى مسار التصعيد في أوكرانيا    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبيل العربى ل «الأهرام »: إسرائيل تتحمل مسئولية تعطيل المبادرة المصرية وانهيار هدنة غزة

لم يكن الحوارمع الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية هذه المرة عاديا ,كان مختلفا ومغايرا فقدسمح لنا بالعبور الى مناطق خاصة تتعلق به شخصيا بعد أن ناله من البعض انتقادات رأى أنها ليست مبررة فى هذا التوقيت تتعلق بمسألة انتخابه أمينا عاما للجامعة قبل ما يزيد على ثلاث سنوات فضلا عن أدائه خلال العدوان الاسرائيلى على غزة مؤكدا أنه تم بإرادة مصرية خالصة دون تدخل من أى طرف أقليمى وحظى بالإجماع العربى , الى جانب التفسير الذى وصفه بالمغلوط وغير الواقعى لموقفه المؤيد لثورة الخامس والعشرين من يناير والتى أكد أنها ثورة بكل المقاييس وليست نتيجة لمؤامرة مدعومة من قوى خارجية والذى يرى أن ترشيحه لهذا المنصب جاء انتقاما من الرئيس السابق حسنى مبارك لأنه لم يعينه وزيرا للخارجية ونفى العربى ذلك تماما ممتدحا طريقة وأسلوب مبارك فى التعامل معهلكن الحوار لم يغادر المناطق والقضايا الملتهبة فى النظام الأقليمى العربى والتى طرحنا ها كلها تقريبا على الأمين العام الذى أجاب عن تساؤلاتنا بشأنها بصراحة فائقة
فإلى نص الحوار:
بدت الجامعة العربية خلال الفترة الماضية عاجزة عن التعاطى بفعالية مع العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وهو ما كان موضع انتقاد واضح ,فهل هذا العجز مفروض عليها بحكم طبيعة تكوينها وميثاقها وهى فى الأخير حصيلة جمع إرادات 22 دولة عربية هل توافق على ذلك ؟
هذا التصوير للموقف ينطوى على خطأ منهجى ,فالمنظمات الدولية ليست دولا,وليست منظمات فوق الدول ,وبالتالى عندما تحدث مشكلة فإنها أى المنظمة لاتتحرك الا بالقدر الذى تسمح به الدول الأعضاء فيها , فلماذا يقال - فى حال الجامعة العربية أنها عاجزة عن معالجة موضوع العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة ودعنى أكون أكثر صراحة فى هذا السياق فأقول : إن الجامعة العربية تعجز بالفعل عن حل مشكلة فلسطين ,كما أن الأمم المتحدة عجزت من قبل بل إن العالم أجمع لم يحرك ساكنا من أجل حل هذه المعضلة, لسبب بات بديهيا يتمثل فى أن اسرائيل نافذة على الدولة الكبرى فى النظام الدولى الراهن وهى الولايات المتحدة الأمريكية ,ومن ثم لاينبغى لطرف أن يقول أن الجامعة عاجزة عن التعامل مع هذا الملف ,فهل بوسعها أن تشن حربا على اسرائيل ؟ فضلا عن كونها لاتتواصل معها بأى شكل من الأشكال والذى يقوم بذلك هومجلس الأمن
اتهمات شخصية
اتساقا مع ذلك فإن بعض الاتهامات طالت شخصية الأمين العام للجامعة العربية مؤداها أنكم قمتم بقضاء إجازة فى لندن فى ذورة أيام العدوان الاسرائيلى على غزة فضلا عن إغلاق أبواب الجامعة لعدة أيام فى الوقت الذى لم تسارع فيه الجامعة بعقد اجتماع مجلسها الطارئ على مستوى وزراء الخارجية الا بعد شن العدوان بستة أيام , وهوما أسهم فى الحد من فعالية الجامعة فى التعاطى مع هذا الملف الخطير فكيف تردون عليها ؟
أود أن أؤكد أننى لم أحصل على إجازة منذ العام الماضى , ربما أقضى إجازة نهاية الأسبوع مثلى مثل الآخرين فى بيتى بالساحل الشامل وأعود الى عملى ,فضلا عن ذلك فإن قدمى لم تطأ العاصمة البريطانية لندن - منذ يناير الماضي, والتى قمت بزيارتها لبضعة أيام لأسباب صحية تتعلق بإجراء جراحة بعينى لكن الطبيب رأى أن الأمر لايتطلب مثل هذه العملية , وما يتردد فى هذا الصدد أمر استغربه بشدة لأنه غير صحيح تماما ولا أجد مبررا لنشره فى هذا التوقيت مثل أمور أخرى يرددها البعض عن غير بينة أو معرفة حقيقية بالوقائع فى مقدمتها أن قطر كانت وراء انتخابى أمينا عاما للجامعة العربية فى صيف 2011وذلك غير صحيح على وجه الإطلاق ,فقد تم انتخابى بإرادة مصرية خالصة وهوما أكده الدكتور عصام شرف أول رئيس وزراء عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والذى توليت فى حكومته منصب وزير الخارجية فى هذا الشأن فى شهادة أدلى بها للتاريخ مؤخرا ذكر فيها.
«أنه تم عرض الموضوع على القيادة السياسية ولأول مرة تم التطرق إلى اسم الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية آنذاك، وبالرغم من دوره الهام كوزير خارجية فى هذه الفترة، إضافة إلى العلاقة المهنية المتميزة بيننا، فقد بدأت فى إجراء بعض الاتصالات مع بعض الدول العربية التى لم تبدِ موافقة على المرشح المصري، حيث وجدت ترحيبًا كبيرًا باسم د.نبيل العربى من الجميع .واستمر شرف فى شهادته قائلاً: «حاولت فى حديث عابر أن أطرح الموضوع على د.نبيل، ولكنه رفض الفكرة، إلى أن تم عقد جلسة مع القيادة السياسية بحضور د.نبيل، وأُثير موضوع ترشيحه للمنصب، وكرَّر د.نبيل رفضه، ولكن تحت ظروف المرحلة ولتوجهنا فى هذه الفترة الحرجة تم الضغط عليه وانتهى الأمر بتكليفه بقبول الترشح لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ,وذلك يعنى بوضوح أننى مرشح مصر ولم تتدخل أى دولة أخرى فى اختيارى
لكن هناك من رأى أن انتخابك أمينا عاما لم يكن شرعيا لأنه لم يكن هناك تصويت ؟
من يقولون هذا الكلام ليس لديهم فكرة عن التنظيم الدولى ولا عن ميثاق الجامعة العربية .:
الجامعة لم تتراجع
فى المنحى ذاته قيل - وما زال يقال - بأن فعالية الجامعة العربية تراجعت لحساب تجمع أقليمى هو مجلس التعاون الخليجى بل يبلغ الأمر فى بعض المراحل الى أنه تراجع لحساب دولتين به هما قطر والسعودية تحديدا وأنك شخصيا كنت وراء ذلك فما هى الحقيقة ؟
يتعين فى هذا السياق أن نميز بين مستويين أولها يتعلق بالأمانة العامة للجامعة العربية التى يجب عليها أن تكون أمينة وتنفذ ميثاق الجامعة وثانيها القرارات السياسية التى تتخذ سواء على مستوى القمة أوالمستوى الوزارى ,أو على مستوى المندوبين الدائمين ,والتى عندما تعرض فإنها أما تحصل على الأغلبية أو بالإجماع ,وأقل قرار صدر من وزراء الخارجية كان ب18 صوتا , إذن الأمر لايتصل بالأمانة العامة أو الأمين العام وإنما يتصل بالقادرة أوالوزراء أو المندوبين الذين تعرض عليهم القرارات أو المقترحات ,وإذا تقدمت دولة أو مجموعة من الدول النشيطة باقتراح أو قرار وتتم الموافقة عليه من قبل الآخرين وكان به خطأ من نوع ما , فذلك ليس مسئولية الأمانة العامة للجامعة التى ليس من صلاحياتها اتخاذ القرارات وإنما هى مسئولية الدول الأعضاء وأذكر هنا بأن دولتين عربيتين - لن أذكرهما - تقدمتا باقتراح فى للدورة العادية لمجلس الجامعة العربية التى عقدت فى شهر مارس 2012 للاعتراف بالأئتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية وحصوله على مقعد سوريا فى الجامعة العربية التى عقدت فى الشهر نفسه ولكنى أبديت اعتراضى على هذه الخطوة مع تأييدى ودفاعى التام عن الإئتلاف كمعبر عن التيار العريض للمعارضة السورية استنادا الى مبررات تتعلق بالقانون الدولى وميثاق الجامعة العربية
ومع ذلك أعترف فى هذا الصدد بأن مجلس التعاون الخليجى فى السنوات الأخيرة وربما قبل ذلك بات يتمتع بدينامية وحركية أكثرمن تجمعات أخري
الاجتماع الطارئ
أما فيما يتعلق بالاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على المستوى وزراء الخارجية فهو لم يتأخر, لقد شنت اسرائيل عدوانها على القطاع فى الثامن من يوليو الماضى , بينما عقد الاجتماع فى الرابع عشر من الشهر ذاته أى بعد ستة أيام وخلال هذه الفترة لم أتوقف عن التواصل مع القيادة الفلسطينية ممثلة فى الرئيس محمود عباس أبو مازن وكان لديها تصور بالمراهنة على دور الولايات المتحدة للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها ولكن عندما بدا لها أن أن هذا التصور ليس فى محله طلبت أى القيادة الفلسطينية عقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية فى الحادى عشر من شهر يوليو وبالطبع فإن الوزراء لا يقفون بحقائبهم فى المطارات فى انتظار تلبية أى دعوة لاجتماع طارئ أواستثنائئ فبعضهم لديه ارتباطات مسبقة, وكان من الصعوبة بمكان تجميعهم فى وقت وجيز , وأشير فى هذا الصدد الى أن رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزاور وهو مهنى من طراز رفيع كان مشغولا فى ذلك الوقت بالزيارة الرسمية التى يقوم بها ملك أسبانيا لبلاده آنذاك ,فكلف وزير الدولة للشئون الخارجية السيدة مباركة بوعيدة بتمثيل المغرب ورئاسة الاجتماع, ومع ذلك لم يتأخر الاجتماع الطارئ سوى ثلاثة أيام بعد الطلب الفلسطينى .
تفعيل المبادرة المصرية
كيف تقيمون المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة ولماذا تأخر تفعيلها بعد العدوان بفترة طويلة بعد أن تزايدت أعداد القتلى والجرحى من الفلسطينيين من سكان القطاع وهل تعتقد أن ثمة أطرافا سعت لإجهاضها وعرقلتها على حد تعبير القيادى الفلسطينى عزام الأحمد , مما أدى الى تعثر المفاوضات غير المباشرة التى ترعاها مصر ؟
* هذا السؤال أجابته فى تل أبيب ومع ذلك أقول إن مصر تتحمل مسئولياتها تجاه القضية الفلسطينية منذ العام 1948 , وعدد أفراد الجيش المصرى الذى استشهد فى سبيل هذه القضية ودفاعا بالضرورة عن الأمن القومى لمصرتجاوز ال120 الف فرد , ولاشك أن المبادرة المصرية جاءت فى توقيتها الصحيح وهى حصيلة خبرة طويلة للقاهرة فى التعاطى مع الملف الفلسطينى بتجلياته المختلفة وهى حظيت بموافقة مختلف الأطراف الفلسطينية بما فى ذلك حركة حماس وربما لاأذيع سرا عندما أقول بأنه طلب منى الحديث مع السيدخالد مشعل رئيس مكتبها السياسى والذى تواصلت معه غير مرة فى الآونة الأخيرة جنبا الى الاتصالات التى أجريها مع الرئيس عباس وغيره من القيادات الفلسطينية كما حظيت المبادرة بمواقفة أقليمية ودولية وهو ما لمسته خلال الاتصالات واللقاءات التى أجريتها مع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأيطاليا وكذلك بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة سواء بشكل مباشر فى القاهرة أو عبر المحادثات الهاتفية مع عواصمهم وكل ذلك هيأ المناخ لاستضافة القاهرة للمفاوضات غير المباشرة التى قامت برعايتها بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى ولكن اسرائيل هى من تتحمل مسئولية العمل على إجهاض المبادرة المصرية وتعطيلها , ومن ثم انهيار المفاوضات غير المباشرة وكسر الهدنة مع الجانب الفلسطينى قبل أيام ولابد لى أن أعترف بأن اسرائيل تلعب بذكاء فى هذا الصدد فهى تسوق نفسها بحسبانها أنها ليست دولة محتلة لقطاع غزة والعالم يصدقها وقد أبلغنى وزير خارجية دولة غربية أنه لايوجد جندى واحد لها فى القطاع فقلت له بوضوح : ومتى يكون السجان داخل السجن ؟فمن طبيعة الأمور أن يكون السجان خارجه
وتقديرى أن المعضلة الرئيسية تكمن فى استمرار الاحتلال الاسرائيلى للأراضى المحتلة وبالتالى سيستمر العدوان عليها الى أن يتم إنهاء هذا الاحتلال وقد اقتنعت بذلك فعبرت فى العام 2012 عن رغبتها فى استمرار عملية إدارة النزاع فى منطقة الشرق الأوسط التى بدأت فى مؤتمر مدريد للسلام فى العام 1991وإنما فى السعى الى إنهائه وهو ما نتج عنه فيما بعد استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة برعاية الولايات المتحدة والتى استمرت تسعة أشهر وانتهت فى أبريل الماضى لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.
اضطرابات غير مسبوقة.
- تحدثت أخيرا عن أن النظام الأقليمى العربى يعانى من اضطرابات غير مسبوقة تستوجب حسب منظوركم إعادة النظر فى السياق المفاهيمى لهذا النظام فماهى تصوراتك لذلك وهل ترى أن الوقت حان لإعادة التفكير فى أطر وقواعد هذا النظام من خلال العملية التى تقومون بها لتطوير هيكلية ومؤسسات الجامعة العربية ولماذا هذا البطئ فى التعاطى مع هذا الملف بداية من قمة بغداد فى العام 2012 مرورا بقمة الدوحة 2013 وصولا الى قمة الكويت فى مارس من العام الماضى والتى أعادت الملف الى المزيد من الدراسة عبر لجان الجامعة العربية ؟
لاشك أن ميثاق الجامعة العربية تم أقراره فى سبتمبر من العام 1944 وبالتالى لايمكن أن يستمر حتى الآن بنفس نصوصه التى لاتتوافق مع المتغيرات الأقليمية والدولية والأمر بات بالنسبة لى أشبه بسيارة موديل 1944 ,فهى لن تكون قادرة على التحرك بنفس الكفاءة فى العام 2014 وهو ما دفعنى الى تشكيل لجنة مستقلة لإعداد تقرير عن متطلبات التطوير وهى العملية التى تجرى حاليا.
هل تلعب الخلافات العربية العربية دورا فى هذا الشأن ؟
*بالتأكيد تلعب هذه الخلافات الى جانب تدخلات بعض الأطراف فى النزاعات الراهنة على سبيل المثال فى ليبيا - تسهم فى التأثير سلبا على تنفيذ القرارات العربية وكل ذلك يدفعنى الى القول إن الدورة القادمة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يومى السابع والثامن من سبتمبر المقبل ستكون مختلفة مغايرة
- بأى اتجاه ؟
لقد طلبت عقد اجتماع يشارك فيه وزراء الخارجية فقط بحضورى وسأقدم تقريرا يتضمن نوعا من العصف الفكرى يتناول بصراحة شديدة كيفية المعضلات والمشكلات وحالة الاضطراب غير المسبوقة فى المنطقة العربية وفى تقديرى فالأمور فى حاجة الى مراجعة شاملة وتغيير المفاهيم السائدة وفى الوقت نفسه عدم تجاهلها الى جانب تجنب الآليات البيروقراطية والتهاون فى اتخاذ القرارات الصحيحة والسريعة .
جمود الأزمة السورية.
ألا ترى أن هناك تراجعا فى الالتزام العربى تجاه الأزمة السورية وبالطبع الاهتمام الإقليمى والدولى بها ، مما أعطى فرصة للنظام فى استمرار فرض معادلاته الأمنية والعسكرية على الشعب ؟
ولاشك أن المعارضة المعتدلة التى تمثل الشعب السورى »الائتلاف السوري« باتت فى وضعية أسوا مما كانت عليه قبل عام ونصف أو عامين، وكثيرا ما استقبلنا وفود الائتلاف فى الجامعة ، ولدينا قرار من قمة الكويت بمشاركته فى الدورة العادية ( 142 ) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التى ستعقد يومى السابع والثامن من شهر سبتمبر المقبل، وكل هذا سينفذ ، لكن كل هذا لن يغير الوضع فى سوريا التى تعد أسوأ مأساة إنسانية فى القرن الواحد والعشرين .
وإلى أين تتجه الأزمة ؟
تتجه إلى نوع من الجمود التام ، لوكانت المعارضة السورية ستستطيع أن تتوحد أكثر وتوسع قاعدتها وتثبت وجودها ربما يتغير الوضع ، لكن هناك حاليا حالة من الجمود، وثمة معضلة خطيرة تتمثل فى المأساة الانسانية الناتجة عن معاناة 10 ملايين سورى ،وهناك 6 ملايين نازح حالتهم من أسوأ ما يمكن ، وكثيرون منهم لايجدون الطعام ، فضلا عن التعليم والعلاج ، ولاشك أنه لابديل عن الحل السياسى للأزمة السورية من خلال جلوس جميع الفرقاء على مائدة الحوار وفق ما تسعى اليه دوائر فى الوقت الراهن
العراق الآن يشهد تطورات خطيرة ..كيف يمكن للجامعة مساعدته فى الوصول لعملية سياسية شاملة لتجاوز الأزمة؟
للمرة الاولى أكشف عن هذا الأمر فقد سعت ، الجامعة منذ سنوات مع حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى لتقديم المساعدة والتعاون للمساهمة فى إيجاد حل للازمة السياسية لكنه رفض بشجة رغم أننى قابلته عدة مرات فى بغداد وتحدثت معه بهذا الشأن ، خاصة أنه كنا نتلقى فى الأمانة العامة رسائل عديدة من المعارضة، بشأن ذلك
وماذا بشأن الأزمة الليبية وقد عينت الجامعة الدكتور ناصر القدوة مبعوثا لها؟
لاشك أن أزمة ليبيا تعد حاليا من أخطر الأزمات العربية جميعا، وهى يمكن أن تعصف بكيان دولة، هى باختصار أزمة بين متطرفين وكيانات معتدلة ، وقد ثبت بعد الإنتخابات البرلمانية الأخيرة أن من بين 188 نائبا ، يطالبون بالإصلاح ، أقل من 30 فقط من يمكن أن يطلق عليهم متطرفون ، وقد شاركت الجامعة فى الإشراف على الإنتخابات وفى حضور افتتاح البرلمان.
هناك من يلمح الآن إلى أن مواقفك المؤيدة لثورة يناير والمناهضة لنظام مبارك كانت نابعة من رغبة فى الانتقام من مبارك الذى لم يعينك فى منصب وزير الخارجية ؟
جاءوا بى عام 1991 لأكون وزير خارجية، وعينوا عمر موسى ، وخيرنى مبارك بين الذهاب لواشنطن أو نيويورك، فاخترت الأخيرة، وقد أيدت ثورة يناير وضرورة التغيير منذ رجوعى من محكمة العدل الدولية، وكتبت أؤكد أن مصر فى حاجة لحكم رشيد، وهو مايعنى أن يكون هناك تداول سلمى للسلطة، وشاركت خلال الثورة فى بعض التحركات، وذهبت وقتها مع الدكتور أحمد كمال أبو المجد للقاء رئيس الوزراء أحمد شفيق نيابة عن كل الثوار ونائب الرئيس عمر سليمان ، وقد تحدثت فى كتابى عن علاقتى بمبارك، وأكدت أنه ليس بينى وبينه أى عداوة على الإطلاق، فقد أبقانى أربع سنوات إضافية فى نيويورك، ورشحنى مرتين لمحكمة العدل الدولية، وفى المرة الأولى تم سحب ترشيحى بناء على اتفاق بين الرئيس مبارك والرئيس الفرنسى شيراك ، وفى المرة الثانية نجحت وطلب مقابلتى ، واستقبلنى قبل حبيب العادلى والدكتور عاطف عبيد، وكان ينتظرنى على الباب، وأنا أحد القلائل الذين دعاهم فى احتفالات عام 2000 فى الهرم .
كنت أحد المشاركين فى ثورة يناير ..هل كانت مؤامرة وبفعل تدخل خارجى كما يتردد الآن بقوة ؟
هذا كلام مهين ومخجل لشعب مصر ، أنا وولدى الاثنين وبنتى وزوجتى وأحفادى فى عمر 14 و15 سنة كنا جميعا فى الميدان ، كنا سعداء ان مصر ستنتقل إلى مرحلة جديدة يكون فيها عدالة اجتماعية وحرية ، ومانسعى إليه جميعا فى العالم العربى وهو الحكم الرشيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.