توقف الدوري العام ومعه توقفت الحياة الرياضة في مصر وأعلنت كل الأندية الحداد علي ضحايا أحداث ستاد بورسعيد, كما توقفت أنشطة كل الألعاب الأخري لنفس السبب. ولكنها أيام وستعاود تلك الإتحادات استئناف نشاطها من جديد, وتبقي كرة القدم وحيدة حزينة بسبب ما أصابها ولحق بها من أضرار, ولا أحد يعلم متي تستطيع تلك الساحرة المستديرة خلع رداء الحداد واستئناف نشاطها بشكل طبيعي. صحيح أن الغالبية العظمي من جماهير الكرة والشارع المصري بشكل عام, لم تعد متقبلة الآن فكرة أستئناف نشاط الكرة وعودة الدوري علي الأقل من الناحية النفسية بسبب المجزرة التي شهدتها مباراة المصري والأهلي التي شغلت قلوب وعقول الملايين في مصر, كما أن اللاعبين والأجهزة الفنية نفسها قد لا تكون مستعدة للعودة إلي مستطيلها الأخضر وممارسة الكرة التي هي في الأساس عملهم الذي يقتاتون منه, وفي الوقت نفسه هناك من يرفض فكرة الألغاء للنشاط بل ويطالب بسرعة استئناف الدوري مرة أخري, وما بين الرأيين تقف بعض السلبيات لتطل علينا كما أن هناك إيجابيات يجب ألا نغفلها, ويكفي أن تصل الكرة المصرية لأسوأ ترتيب لها في التصنيف الشهري للفيفا وتراجعها25 مركزا دفعة واحدة. وقبل أن نغوص في سلبيات وإيجابيات عودة النشاط الكروي يجب أن نتوقف عند سؤال واحد موجه للقائمين علي اتحاد كرة القدم حول أسباب تأخر إعلان عقوبات أحداث ستاد بورسعيد, وهل هناك داعي للربط ما بين التحقيقات التي تجريها النيابة العامة وبين قرارت تأتي بناء علي لائحة تدار بها مسابقة. تأخر إتحاد الكرة في إعلان العقوبات تجاه النادي المصري بصفته المسئول عن تصرفات جماهيره, ز اد من حالة الاحتقان لدي جماهير الكرة ولو كانت هناك قرارات رادعة خرجت تجاه المقصرين فربما كانت فكرة عودة النشاط واستئناف مسابقة الدوري ستلقي قبولا أكثر في الشارع الرياضي, وأصبحت هناك علامات استفهام كثيرة. أتفق الجميع علي أن الحالة النفسية للمنظومة الرياضية لا تقبل فكرة عودة الدوري وهناك اتفاق غير معلن لألغاء المسابقة هذا الموسم, ومنح الجميع فرصة لالتقاط الأنفاس ونسيان تلك المجزرة التي آلمت نفوس الجميع, وهذا الرأي يعتمد علي أن الوقت غير كاف للعب المتبقي من مباريات وكيف سنعيد صياغة مواعيد جدول المباريات في حين أن هناك أرتباطات إفريقية للأهلي والزمالك والحرس وإنبي, كما أن ضيق الوقت يعني أن المواسم سوف تتلاحم وهو ما يضر اللاعبين بشكل مباشر. وهو ما يعني تضرر الكرة المصرية بشكل مباشر ما بين خسائر مادية بالملايين متمثلة في حقوق رعاية وإعلانات وعوائد مادية من البث التلفزيوني ورواتب اللاعبين وعقود المحترفين, وكلها أمور حائرة لا يعلم أحد كيف سيتم حلها خاصة أنها متشابكة الأطراف, أما الإيجابيات من إلغاء الدوري هذا الموسم فهي منح الجميع فرصة لألتقاط الأنفاس ونسيان الأحداث المؤلمة وإعادة ترتيب الأوراق والتصافي والتصالح مع الغير بعد أن فسدت علاقات الأخوة بسبب التشجيع والتعصب الأعمي الذي حرمه الشرع. ويؤكد هذا الكلام الكابتن حسن الشاذلي الذي يرفض تماما فكرة إلغاء النشاط الكروي, مؤكدا أن الأضرار ستكون كبيرة علي الكرة المصرية لو تجمدت لسنة أشهر مقبلة, وليس المهم عودة الدوري ولكن المهم استئناف النشاط, واقترح الشاذلي أن تكون العودة مثلا باللعب مجموعتين وفصل الجماهير قد يقلل من العنف حاليا. وحدد الشاذلي سلبيات قرار تجميد النشاط في بعض النقاط منها: مصير مئات اللاعبين في أنديتها وعدم حصولهم علي أي مستحقات مالية فكيف سيعيش هؤلاء اللاعبون والمدربون وعائلتهم كما أن المنظومة الكروية ليست لاعبين فقط فهناط عاملين وإداريين وموظفين, ونقطة أخري تتمثل في المستوي الفني الذي سيهبط لأدني درجة بالنسبة للفرق مما سيعود علي المنتخب الوطني بشكل سلبي والمعسكرات وحدها لا تكفي. واشار الشاذلي إلي أن الجميع يتألم بسبب الضحايا ونواسي ذويهم لكن الالغاء قرار لن يفيد أحد والأفضل أن نبحث عن الجاني ونعاقبه عقابا رادعا لكل من يفكر في مثل هذا العمل الاجرامي, وهذه سنة الحياة أن تولد الأحزان كبيرة ثم تقل إلي أن تتلاشي. كما استغرب الشاذلي تباطؤ اتحاد الكرة في الخروج بقراراته العقابية ضد المخطيء من النادي المصري وجماهيره حتي يحصل الجميع علي حقوقهم وتعجب لهذا التجاهل في الخروج بقرارات قد تعيد الهدوء للشارع الكروي.