لفت نظري حالة اللوم الشديد التي وجهت لفنانة كبيرة لأنها' قبلت' يد ناشط سياسي.. وهذه'الحالة' التي اتهمت فيها الفنانة واصداء اللوم من االمثقفين ضدها اثارت لدي حالة سابقة لهؤلاء المثقفين, الذين لم يترددوا في اللقاء الاخير للرئيس مبارك الذي سعي للافادة من مثقفينا لانقاذ ما يمكن انقاذه من المصير الذي كان يتجه اليه نظام فاسد عمل علي تخريب مصر لاكثر من ربع قرن.. ما لفت نظري حقا ليس هو لوم فردوس عبد الحميد, فاحمد حرارة البطل المعروف- يستحق هذا واكثر, غير ان هذا الموقف دفعني لاستعادة مشهد آخر; فما زلت اذكر عددا كبيرا من المثقفين اللامعين وقد تسابقوا والتفوا حول الرئيس السابق قبل اشتعال الثورة بأيام- لاربع ساعات- وبشكل حمل النفاق والاستكانة اكثر من الوعي والثبات, ومن يعود الي هذا اللقاء يلحظ كيف التف(المثقفون).. حول الرئيس, وكيف تباروا في الوقوف حوله للظهور في الصور وكيف اقبلوا عليه بترحاب شديد في فترة كانت مصر تحتاج فيها للمثقفين والمتعلمين بمال الشعب اكثر من تلقي صور الخزي والاستكانة بالشكل الذي جسدته الصور في هذا اللقاء البائس.. هذا اللقاء الذي بدا انه جزء من حملته لانقاذ ما يمكن انقاذه من يد الثوار,عاد اليه الرئيس المخلوع بعد سنوات بهدف واحد كان هو الاستفادة بالسادة المثقفين والفنانين والمرحبين والادباء لتعزيز موقفه في البقاء امام عاصفة الثورة التي تكادت توشك ان تودي به وبنظامه الفاسد.. هل نذكر هؤلاء المثقفين الآن؟ انهم هم من يجلسون في المجالس الثقافية والندوات الادبية وعلي صفحات الصحف والمجلات الادبية..! وهم من استفادوا من اعلان الرئيس السابق منحة ضخمة بالملايين'للمركز القومي للترجمة ولاتحاد الكتاب..! وهم من رضوا بالدخول الي' حظيرة' وزير الثقافة كما اعلن وقتهاولم يعترضوا عليه أوعليها..! وهمالذين يعودون الآن خارج الحظيرة ليتبنوا مواقف شجاعة تأييدا لثورة يناير وترحيبا بها! وهم هم من يزعمون لنا الآن وهم كثير انهم ذهبوا الي الميدان واعتصموافيه!!! علامات التعجب هنا من عندنا لمن لا نجد في وجوهم الآن حرارة الدم اوحمرة الخجل.. ** التفت الي صديق عزيز وانا استعيد هذا المشهد سائلا: الا تري ان الناشط الثقافي استعاد موقف المثقف اليوم؟ المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى