كان الجلاد الذي توحد مع سنوات الالم وروي اسرته الصغيره بغيث ظلمه وقهره ورفع عليهم لواء الانتقام والوعيد وانهزمت الدنيا داخل صدر الزوجه وتعالت آهات احتجاجها وسكنت دموعها وجع السنين المغروسه بجروح القهر والتسيد وتاهت احلامها علي الدروب البعيدة بعد ان غرس شريك العمر نصل الانانيه في قلب اسرته الصغيره وسطر بيديه شهاده وفاتهما ثم انتحر بعد ان ذهبت المخدرات بعقله واطاحت بنفسه. ما شهدته مدينة كفر الدوار و استيقظوا عليه أهالي السناهرة يوم الإثنين يدق ناقوس الخطر بأعلي صوت بعدما تمكنت المخدرات من أب في بداية العقد الخامس من العمر ، استأجر سلاحا ناريا محلي الصنع ، و قام بإطلاق أعيرة نارية منه علي رأس زوجته وابنه الوحيد ، ثم أطلق الرصاصة الثالثة علي رأسه ليلقي مصرعه في الحال وسط ذهول الحاضرين و سكون الجيران، تمضي الأحداث خلال بضع دقائق خلّفت وراءها جثة الأم والإبن والأب ، كلا منهم في بركة من الدماء . لم يجد الأهالي الحاضرون أي شئ يفعلوه غير الإتصال بقسم شرطة كفر الدوار . وعلي الفور انتقل الرائد"محمد حمادي" رئيس مباحث كفر الدوار، والمقدم محمد ابوحطب و العقيد "محمد عمار"وكيل المباحث لمكان الحادث للتحفظ علي المشهد المأساوي ، وتم إخطار النيابة العامة باشراف اللواء محمد طاحون مساعد وزير الداخلية لأمن البحيرة و بدأت التحقيقات . ورحمة بالأم وجهنا الحديث إلي شقيقة المجني عليها"نجلاء" التي تقيم معها في نفس المنزل، وهو منزل ملك والدتها و يعيشون فيه جميعآ بما فيه المجني عليها و زوجها . بعدما تمالكت أعصابها قالت : تزوجت أختي "إيمان" من "مصطفي" منذ 14 عاما وأنجبت منه "كريم" 13 سنة المجني عليه الإبن الاكبر ، و"مروان" الإبن الأصغر 11 عاما الذي توفي منذ عام متأثرآ بمرض السرطان في الرأس ، و يعيش معها ابنتها من زوج آخر في شقة بمنزل والدتها، و طوال هذه السنوات بعدما ترك "مصطفي" العمل في فرقة الأفراح و اعتمد في الإنفاق علي ما تكسبه شقيقتي من وظيفتها ، ونشبت الخلافات بينهما بعدما بدأ في تعاطي"البرشام" " و عاش حياة البطالة و زاد الحد حتي أنه أخذ أموال علاج إبنه الأصغر و التي جمعت من أهل الخير لعلاجه من مرضه القاتل ، ليلقي الصغير ربه قبل أن يواجه مأساة اليوم و قام بإستئجار شقة في مدينة مطروح للسهر ، و وصل حد المشاكل بينهما إلي الطلاق مرات ، وحدث الخلاف الاخير و قالت له "لن تعود إليه مرة أخري حتي تسأل إمام المسجد أو الفقيه" لتعرف موقف زواجها الشرعي ، حتي فوجئنا به يوم الحادث و وجد أمي في الطابق الأول كانت معها إيمان فوجئت به و هي تخرج من الحمام تجفف وجهها من الوضوء إستعدادا لصلاة الظهر، وقالت له "إيه اللي جابك يا مصطفي" فقال لها "عايزك في آخر كلمتين " و أخذها من يدها للغرفة المواجهة و أغلق الباب حتي سمعنا صوت إطلاق رصاصة ، وفتح الباب و صعد إلي الأعلي حيث ينام "كريم ، أطلق عليه رصاصة في رأسه و صعدت روحه في الحال ، ثم توجه إلي صالة الشقة و أطلق الرصاصة الأخيرة علي رأسه . و قالت : حاولت أختي أن تعيش و تحملت الكثير لتبقي علي اسرتها ، و لكن زوجها بإدمانه للمخدرات شكّل عبئا كبيرا عليها و فرض سيطرته و استعمل العنف معها تحت تأثير المخدرات ليختم حياتها البائسة بهذه المأساة . يذكر أن الأب الجاني قد وجد مكتوبآ علي يده باللون الأبيض عبارة "ربنا رحيم" ، ويسدل الستار علي مأساة هزت مدينة كفر الدوار كان بطلها الادمان .