أبو الحسن الهاشمي القرشي (13 رجب 23 ق ه/ رمضان 40 ه) ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وصهره، من آل بيته، وأحد الصحابة، وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة. ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عامًا من عام الفيل، ،. هو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنوّرة وهو في الثانية والعشرين من عمره وآخاه الرسول(صلى اللة علية وسلم) مع نفسه حين آخى بين المسلمين وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة». وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة ولم يتزوج بأخرى في حياتها ، وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي، كما أنجب زينب وأم كلثوم. شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم)على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك وابرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. . وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد(صلى الله عليه وسلم) في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار، كما أهداه درعا عرفت بالحطيمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي. وأحد أهم سفرائه ووزرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام،فقد بعثة رسول اللة إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها, وولاه قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل.. بويع بالخلافة سنة 35 ه (656 م) بالمدينةالمنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد. كما يُعتبر من أكبر علماء في عصره علماً وفقهاً . ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد «بليلة المبيت». عند الهجرة إلى يثرب، حيث اجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتله، فطلب النبي من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه وبهذا أحبطت مؤامرة أهل قريش . في عهد عثمان احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والاجتماعية ، فكان يعطيه المشورة دائما، ويعتبره بعض المؤرخين بمثابة كابح لعثمان حينما بدأت سيطرة الأمويين على الأمور. لما قتل عثمان، بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينةالمنورة في اليوم التالي من الحادثة (الجمعة 25 ذي الحجة سنة 35 ه) فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة والتابعين والثوار.ومنذ اللحظة الأولى في خلافته أعلن علي أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اقتطعها عثمان لأقاربه والمقربين له من بيت المال. وفي سنة 36 ه أمر علي بعزل الولاة الذين عينهم عثمان بما فيهم معاوية بن أبي سفيان والي الشام وتعيين ولاة آخرين يثق بهم . بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر، وقعت معركة الجمل (36 ه) التي كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما السيدة عائشة بنت أبي بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان وانتهت بمقتل طلحة والزبير وانتصار علي، وعودة السيدة عائشة إلى المدينة.ثم توجه إلى الكوفة فدخلها في الثاني عشر من رجب 36 ه - وكان معاوية بن أبي سفيان قد أعلن رفضه تنفيذ قرار العزل، كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان، فتوجه علي بجيشه إلى الشام ودارت بينهما معركة صفين (36 - 37 ه / 657م). وأخيرا قاتل علي الخوارج وهزمهم في معركة النهروان (39 ه / 659م). كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، وفي أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: «فزت ورب الكعبة»، ثم حمل على الأكتاف إلى بيته توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 ه عن عمر يناهز 64 عاما. أستاذ بطب الأزهر