استقبلت بحزن بالغ جماهير الصعيد قرار نقل مباراة الزمالك وسموحة في نهائي كأس مصر (والمقرر اقامتها مساء غد) لتقام باستاد القاهرة بدلا من ستاد أسوان الجديد.. فبعد أن كانت تمني نفسها بهذا الحدث الذي يقام لأول مرة باحدي محافظاتجنوب الوادي، فإذا بهذا الحلم ينهار ويتحول في لحظة واحدة إلي سراب بقرار نقل المباراة قبل اقامتها بأقل من 72 ساعة. ورغم تظاهر المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بأن الأمر كان عاديا جدا، إلا ان الحقيقة عكس ذلك تماما، فقد كان يري حتمية اقامة المباراة في أسوان من وجهة نظر وطنية خالصة تماما بعيدا عن من سيفوز ومن سيحمل الكأس. والبداية كانت في إبلاغ وزارة الشباب والرياضة أن ستاد أسوان قد انتهي تطويره بتكلفة تتجاوز ال 50 مليون جنيه حتي صار مفخرة حقيقية لكل مواطن مصري... ومن المفروض أن يفتتح الاستاد بمباراة دولية كبري يكون أحد طرفيها أحد المنتخبات العالمية، إلا أن هذا لم يكن متوافرا لضيق ذات اليد، ووجدها عبد العزيز فرصة ذهبية ليعرض علي اتحاد الكرة المصري منظم مسابقة الكأس في أن يستضيف ستاد أسوان المباراة النهائية غدا.. وبدأت الرسائل تتوالي.. فها هي الرسالة الأولي المهمة أن نهائي الكأس يقام بالصعيد باعتبار أن هذا هو توجه الدولة في الاهتمام والتنمية بالصعيد، ثم كانت الرسالة الثانية أن مصر بلد آمنة، وكل ركن فيها ينعم بالأمان. ثم كانت الرسالة الثالثة وهي عالمية ستاد أسوان الذي يشاهده العالم كله عبر هذه المباراة.. كما أن عودة الجماهير تمثل إيذانا بإقامة جميع المباريات، فيما بعد بجماهير... ناهيك عن الترويج السياحي لأسوان التي عانت كثيرا في السنوات القليلة الماضية. ويرفض خالد عبد العزيز أن يفصح عما في داخله من حزن ربما لكونه غير معترف بمشكلة الحر التي أثيرت علي أساس أن أسوان خالية تماما من الرطوبة، وأن الجو ليلا يكون أجمل من جو القاهرة... وأن الزمالك سوف يلعب قريبا مع الهلال السوداني الشهر المقبل في بطولة إفريقيا، وفي أجواء حادة للغاية، كما أن جميع المباريات كانت تقام الموسم الماضي بالجونة تحت لظي الشمس، وليس تحت الأضواء.. كما أن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب كان قد اصطحب معه تسعة من الوزراء يوم السبت الماضي وقاموا بزيارات ميدانية في قنا والاقصر بدأت في العاشرة صباحا واستمرت حتي الخامسة من بعد الظهر في نهار رمضان، وهي رسالة لها مغزي أن (الشباب) من لاعبي الفريقين قادر علي أن يلعب في أسوان في أجواء مناخية طيبة للغاية.