حذر الرئيس السورى بشار الأسد أمس من أن الدول التى تدعم الإرهاب ستدفع »ثمنا غاليا«، وأن سوريا تواجه عدوانا خارجيا يستخدم أدوات محلية، وذلك فى خطاب القسم الذى ألقاه عقب أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات أمام جلسة لمجلس الشعب عقدت فى قصر الشعب الرئاسي. وأضاف الأسد أنه سيحارب الإرهاب حتى يعود الأمن إلى كل سوريا، وقال »أليس ما نراه فى العراق اليوم وفى لبنان وكل الدول التى أصابها داء »الربيع المزيف« - فى إشارة للربيع العربى - من دون استثناء هو الدليل الحسى الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التى دعمت الإرهاب ستدفع هى الأخرى ثمنا غاليا«. وقال الرئيس السورى إن الشعب السورى لم يسمح لرياح الفتنة بأن تهدم بلاده ورفض الركوع والاستسلام والتقسيم وأن يشاركه غريب فى إدارة البلاد، وأضاف أن الشعب تحدى جميع أشكال الهيمنة والعدوان بكل الوسائل عقلا وفكرا ووعيا وطنيا، أفشل الشعب العدوان وأصحابه وأدواته بالاستفتاء والانتخاب. ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة »الإندبندنت« البريطانية أمس أن تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام »داعش« يتوغل ويسيطر على المزيد من المناطق فى سوريا باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة التى استولت عليها من العراق بينما ينصب التركيز الدولى على الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة . وأضافت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى - إن مقاتلى تنظيم »داعش« سيطروا خلال الأيام الماضية على مناطق جديدة فى شرق سوريا وعلى محافظة دير الزور الغنية بالنفط بالكامل تقريبا فيما تركز حاليا على سحق مقاومة الاكراد السوريين . وأوضحت أن تنظيم »داعش« يرسخ هيمنته على عقول المعارضة للرئيس بشار الأسد حيث تفر الجماعات الأخرى المتمردة فى سوريا أو تعلن البيعة للخلافة الإسلامية التى أعلنها زعيم داعش أبو بكر البغدادى عقب استيلائه على الموصل فى يونيو الماضي. وأشارت »الإندبندنت« إلى أن هذه النجاحات الأخيرة التى حققتها داعش فى العراق ثم سوريا سوف تؤدى إلى تغير كبير فى موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط، حيث إن قوات المعارضة المسلحة التى لم تتحالف مع الحكومة السورية أو »داعش« ابتعدت عن المشهد بفعل ما تعرضت له من ضغوط شديدة ما يجعل أى خطط سياسية لأمريكا وبريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية لدعم جماعات معادية لكل من داعش والأسد أمرا عفا عليه الزمن. وفى غضون ذلك، تسلمت بريطانيا مواد كيميائية تستخدمها سوريا لإنتاج الأسلحة الكيميائية، حيث وصلت إلى ميناء مارتشوود فى هامشاير المواد الكيميائية معبأة فى حاويات عادية الليلة قبل الماضية على متن السفينة الدنماركية آرك فيوتورا ويعمل خبراء بالمواد الكيميائية حاليا على إعداد هذه المواد لنقلها إلى مرافق تجارية حيث سيتم إتلافها فى مرافق مختصة بالنفايات الكيميائية فى المملكة المتحدة. وقال متحدث باسم الحكومة »تعمل المؤسسات الصناعية فى المملكة المتحدة على نقل وإتلاف هذه المواد بشكل آمن وكإجراء روتيني. وميدانيا، أفاد ناشطون سوريون بأن حصيلة قتلى أمس الأول بسبب أعمال العنف بلغت 76 شخصا معظمهم فى ريف دمشق وحلب. وذكرت شبكة »سكاى نيوز« البريطانية أمس أن قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرت على كتيبتين للجيش السورى فى درعا جنوب البلاد، وذلك بعد اشتباكات مع القوات الحكومية، كما دارت مواجهات بين الجيش ومسلحين معارضين فى محيط مبنى المخابرات الجوية بحلب. ومن جهة أخري، أصيب 8 أشخاص جراء قصف على القلمون بريف دمشق، ونفذ الطيران الحربى غارتين على مناطق فى الريف الغربى لدير الزور، وذكر نشطاء المعارضة أن خسائر كبيرة وقعت فى صفوف القوات الحكومية إثر اشتباكات بين الجيش الحر وتلك القوات على جبهات مدينة مورك بريف حماة.