الله سبحانه وتعالى يحب التسبيح والتعظيم فالرسول عليه السلام يقول: «كلمتان حبيبتان الى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، ولقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة فقال: لان الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت فلا يحملنك ثقلها على تركها والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فلذلك خفت فلا يحملنك خفتها على ارتكابها، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة خطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر» وقوله «سبحان الله وبحمده» معناه تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص، يلزم نفى الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل، وقال عليه الصلاة والسلام: « «احب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده» قال النووي: هذا محمول على كلام الآدمى وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن افضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور فى وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به افضل، قال ابن بطال: هذه الفضائل الواردة فى فضل الذكر انما هى لاهل الشرف فى الدين والكمال كالطهارة من الحرام والمعاصى العظام، فلا تظن ان من ادمن الذكر واصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته أنه يلتحق بالمطهرين المقدسين ويبلغ منازلهم بكلام اجراه على لسانه ليس معه تقوى ولا عمل صالح. كما يحب الله دعاء استفتاح الصلاة والرسول عليه السلام يقول: ان احب الكلام الى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك» وذلك لان معنى قوله: سبحانك الله وبحمدك اى انزهك تنزيها من كل السوء والنقائص، وتبارك اسمك، أى كثرت بركة اسمك، وتعالى جدك اى علا ورفع عظمتك، ولا إله غيرك، اى لا إله إلا انت ولا معبود بحق غيرك، ويلزم من قائلها ان ينفى بالفعل ما نفاه بالقول.