من التحصينات النبوية التى يحتاجها الناس فى حياتهم اليومية كما يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين بجامعة أسيوط، التحصين من النار ودخول الجنة، وذلك بالمواظبة علي سيد الاستغفار صباحا ومساء. وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي. لا إله إلا أنت. خلقتني وأنا عبدك. وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذبك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك علي. وأبوء لك بذنبي فاغفر لي. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) قال: (ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة). وسمى هذا الدعاء سيد الاستغفار لأنه يجمع معاني التوبة كلها لذلك استعير له اسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد فى الحوائج ويرجع إليه في الأمور، معنى ( وأنا على عهدك) أي على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك، في قول العبد ( ما استطعت ) اعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى وأيضا إعلام من النبي صلى الله عليه وسلم أن أحدا من الأمة لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله تعالى ولا الوفاء بكمال الطاعات والشكر على النعم فرفق الله بعباده فلم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم ، في قول العبد ( أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي ) اعتراف بنعم الله على العبد ثم اعتراف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها وأيضا اعتراف بوقوع الذنب من العبد، (فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) طلب للمغفرة مصحوب بكل ما تقدم في هذا الدعاء على الجملة ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار، ففيه الإقرار لله وحده بالإلوهية والعبودية والإقرار بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء بما وعده به والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه وإضافة النعم إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان في ذلك عون من الله تعالى.