قال صلى الله عيه وسلم: "إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ". وروى الترمذي عن معاذ أنّه عليه السلام قال له: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالق الناس بخُلُق حسن". وبدلا من ان نتقي الله عزوجل ,وبدلا من ان نتبع سنة نبيه الصادق الأمين ,وبدلا من ان نسير علي دربة ونهتدي بأخلاقه... اختزل البعض الدين في جلباب ولحية وطرحة وسبحة ورنة تليفون...واختزلوا الدين في العبادات دون الاقتداء بأخلاق النبي الكريم. فاستباحوا الأوطان والأعراض بحجة إقامة الدولة الإسلامية وجهاد النكاح, واستباحوا الشتائم والسباب والاغتيال لكل معارض, واستباحوا التجارة بالدين من اجل كرسي وحكم وسلطان, واستباحوا التفجير والترويع للأنفس البريئة من اجل أفكار متطرفة, واستباحوا المتاجرة بالدين ببعض الشعارات الجوفاء فلجئوا في البداية الي شعار "الإسلام هو الحل" لدغدغة مشاعر البسطاء وانتهوا بشعار "هل صليت علي النبي (ص) اليوم؟" الذي بدأت الداخلية في أزالته. ليلعب احد تجار الدين, مندوب الجماعة الإرهابية في الفضائيات المدعو محمد حسان، ليعلن عن رفضه لحملة وزارة الداخلية لإزالة ملصقات "هل صليت على النبي؟". في حين لم نراة يثور ويعترض علي كم الجرائم والتفجيرات التي تنال من ابنائنا يوميا. ما هذا الهراء والأستخفاف بالعقول؟ . كلنا مسلمين ..وكلنا موحدين بالله..وكلنا نصلي علي سيدنا النبي علية افضل الصلاة والسلام ونحن نصلي خمسة مرات يوميا. انحتاج بعد كل هذا الي من يذكرنا بحبيبنا ورسولنا الكريم؟ ايحتاج الحبيب المصطفي الي ملصق ليذكرنا بة؟ . هل وصلنا الي هذا المرحلة الهزيلة ..وهل اصبحنا شعب يلجأ للشعارات والأشارات فقط للتعريف بأنتمائة؟. هل كل ملتحي ..متدين؟ وهل كل امرأة غير محجبة.. مسيحية؟. الأشارة ...لا تعني شيئا ولا تدل علي شيء.. فالله يقذف نور الأيمان في قلوب المتقين دون اشارات وشعارت. في الحقيقة انا مع ازالة شعار "السمكة" من علي سيارة أي مسيحي, ومع أزالة "الصليب" من عنق أي مسيحية, ومع أزالة أي شعارات لتجار الدين المتأسلمين من علي السيارات والشوارع. هل عمرنا رأينا في دولة اوروبية شعار "هل صليت علي المسيح اليوم؟". كفانا فجاجة وكفانا استخفاف. أن الإسلام دين الرحمة والعطاء والعدل الاجتماعي وهو دين لا يرفع فيه سلاح إلا في مواجهة سلاح، وهو دين يعترف بالديانات الأخرى وبحقها. الإسلام الحقيقي علم وعمل ومكارم أخلاق إلى جانب الإيمان بالله وعبادته وتقواه. . الإسلام الحقيقي هو حسن التعامل مع الله والعقيدة والشعائر وحسن التعامل مع الاخرين. فالأخلاق هي لب هذا الدين وذروة سنامه وهي الأساس في كل المعالمات ولذلك حصر الله سبحانه وتعالى هذه الرسالة العظيمة التي تستطيع أن تقيم دولة العدل ومجتمع العدل وأمة الخير في كلمة واحدة وهي قمة الأخلاق وهي الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".