لا يتصور أحد أن مستشفى شبراخيت العام خدمة طبية لأبناء المدينة والقرى المحيطة مع ارتفاع نسبة الفقراء والبؤساء الذين لايملكون امكانية العلاج إلا بالذهاب للمستشفى العام فإذا به خرابة بمعنى الكلمة فالأطباء غائبون أو لايعملون أو يتبادلون الغياب إلى عملهم الخاص، وطال التسيب شريحة الممرضات اعتمادا على أنه لا أحد يملك القدرة على الشكوى والاستغاثة للجهات المسئولة التى هى غائبة بدورها عن الرقابة. بمدخل أقسام الباطنة التقيت ابن احد المرضى ويدعي حنا كامل الذى كان يسأل عن الطبيب المسئول ولم يجد احدا قال:إن والدى دخل المستشفى يوم 11 يونيو لاصابته بمضاعفات صحية منها الكبد وضغط الدم،ولم نجد الطبيب المسئول وبعد توسل متواصل وتدخل زميل له جاء فى نهاية فترته بربع ساعة وانصرف بسرعة دون أن يحدد لنا استخدامات الدواء الذى نشتريه من صيدلية مجاورة للمستشفي، وبمبالغ عالية جدا واحضرنا الوالد ليكون تحت ملاحظة طبية.نتحمل كل شيء ،ومع ذلك فوجئنا بأننا نجلس وننام فى الشارع فلا طبيب من أى تخصص موجود بالمستشفى فى وقت عمله، لدرجة أن فتاة فى سن العشرين تقريبا احضرها أهلها فى فجر يوم الجمعة 13 يونيو مصابة بنزيف حاد لدرجة ان غطاءها كان مليئا بالدم، ومع ذلك لم يجدوا الطبيب فى القسم أو غيره فى أى مكان. واصبحنا فى مشكلة يومية هى انتظار الطبيب وملاحقة الممرضة لتنفيذ العلاج فى موعده وتتعجب عندما ترى مدير المستشفى يقف فى الطرقة يتصل بالطبيب المسئول غير الموجود بالمستشفى ليحضر لعمله، وحتى عندما احضرت 3 حقن لحالة والدى وفوجئت بأن واحدة اختفت من الثلاجة وهى فى عهدة الممرضة والمشكلة ليست فى الثمن ولكن فى صعوبة احضارها. وفى وحدة العناية المركزة بالمستشفى التى يمكن أن تفوز بلقب أسوأ وحدة بجدارة ،يؤكد لؤى عبد السلام أن والده دخل المستشفى في12يونيو بالقسم الاقتصادى بالدور الرابع وفوجئنا أنه لا يوجد مصعد وسألنا فقالوا إنه معطل منذ 3 سنوات وهو مملوء بالقمامة والأتربة والحشرات وكل أنواع القاذورات،واضطررنا مثل كل اهالى المرضى إلى أن نحمل المريض على نقالة بمساعدة الاهالي،للصعود للدور الرابع، والمشكلة الأكبر أن دورة المياه سيئة والسرير مربوط بكيس فى بابها، والسلم العلوى مملوء بكل أنواع المخلفات والملوثات ،فليست العملية امكانات ولكنه اهمال يصل إلى حد الجريمة، وبعد ذلك نصحنا الطبيب بالانتقال للعناية المركزة لظروف والدى يوم الأحد15 يونيو، وبرغم معرفتنا السابقة، بأن الرعاية المركزة تعنى توافر طبيب مقيم وممرضة مع كل مريض،ومع ذلك قابلنا رئيس الوحدة ثم انصرف لنلقى مصيرنا السيئ،فالممرضة ارشدتنا باستخدامات المونيتور عن ضربات القلب بينما اوقفت رصد الاكسجين وضغط الدم، وبعد مدة اكتشفت شقيقتى ان الأكسجين متوقف وذهبت إلى الممرضة واحضرتها فقالت إن الجهاز اصبح فارغا وقامت بتوصيل الجهاز للجهاز الاحتياطى خلف السرير حتى تستبدل الاسطوانة وقالت إنها أبلغت لإحضار البديل، ولم يحضر هذا البديل إلا بعد استنفاد الغاز وحدوث الوفاة،ولم تكتشف ذلك الممرضة إلا فى طلوع الروح ،فأسرع المسئول باحضار الجهاز وأوصله بعد الوفاة لاحساسهم بجريمتهم،وبحثت الممرضة عن الطبيب فلم تجده،واخذت تصرخ وتقول (منك لله يا..). وفى حوار مع مسئول بالمستشفى أكد أن حالة التسيب والفساد به على المستويات الوظيفية والمادية وهذا يرجع لفترة طويلة فليس هناك أى رقابة أو جرد به وهذا ما جعل المحرقة مثلا لاتعمل إلا أحيانا ويتم التخلص من النفايات الخطيرة ضمن القمامة العادية لتوفير الوقود برغم أن اعتماداتها ثابتة لم تقل،كما أن المدير الحالى ورث هذه المشكلات وهو غير قادر على مواجهتها ،فهناك كثير من مظاهر التسيب مثل لصق صور محمد مرسى بالحوائط فى أدوار المستشفي، وكذلك إعلانات للمراكز الصحية الخاصة،بل واعلانات انتخابات منذ عامين، ونلاحظ أيضا أن مرافقى المرضى ينامون على الأرض من كثرة عددهم، وهى ظاهرة، كما أن دفتر الحضور والانصراف يحتوى اسماء غير موجودة بالمستشفى وتصرف لهم رواتب.