فى اليابان، قام المواطن « تارو كاوا» بشنق نفسه، بعد أن اكتشف أنه باع خضراوات ملوثة، بدون أن يعلم. تفاصيل هذه الحادثة المروعة أنقلها حرفيا من صفحة التواصل الاجتماعي،للباحث المصري، المقيم فى مدينة كيوتو، محمد حسن، وقد جاء فيها: أن المزارع اليابانى « تارو كاوا» سمحت له الحكومة ببيع خضراوات، تنتج من مزرعته، التى تبعد نحو 80 كيلو مترا، عن موقع محطة «داى إتشي» النووية، المدمرة، والتى نتج عنها تسرب إشعاعي، بعد تسونامى « فوكوشيما». اكتشف السيد « تارو كاوا» أنه قام ببيع خضراوات ملوثة بالإشعاع، لمدة أسبوعين، دون أن يعلم أنها ملوثة، شعر بالذنب، فشنق نفسه على شجرة فى مزرعته. فى تعقيبه على الحادثة، يقول الباحث حسن: نحن فى مصر أكلنا لسنوات عديدة منتجات زراعية ملوثة، ومسرطنة، أصابت ملايين المصريين بالأمراض، وتسببت فى وفاة ملايين آخرين!! الغريب، أن مرتكبى جرائم التلوث البشعة، فى حق المصريين، هم أناس مازالوا أحياء يرزقون، يعيثون فى الأرض فسادا،يمرحون بأموالهم الحرام، لم تقترب منهم يد العدالة، لم تتحرك ضمائرهم، ولو كان لدى أى واحد منهم ضمير حي، لشنق نفسه، بالضبط، مثلما فعل السيد «تارو كاوا». أيضا، فى اليابان، ذكرت شرطة العاصمة، طوكيو، أنها تلقت بلاغا، يفيد بقيام مبتعث عربى بالتعدى على تماثيل فى معبد « سنسوجي» الذى يعد أشهر وأقدم المعابد البوذية، فى منطقة «أساكوسا» قبل أن تهرع الشرطة إلى الموقع، وتجد أربعة تماثيل بوذية ملقاة على الأرض ومحطمة. ذكرت الشرطة أنه بعد القبض على المبتعث العربي، البالغ من العمر 31 عاما، بالقرب من الموقع واستجوابه، اعترف بأنه هو الفاعل، وبأنه نفذ أفعالا مشابهة، ضد تماثيل بوذية فى مواقع أخري. سفارته فى طوكيو أصدرت بيانا أعربت فيه عن استنكارها الشديد لحادث تحطيم التماثيل، المتهم بارتكابه أحد مواطنيها، مشيرة إلى أن مثل هذا العمل مناف لمبادئ الإسلام السمحة وتشريعاته، التى لا تجيز الاعتداء على دور العبادة. سألت الدكتور سمير نوح، الأستاذ فى جامعة «دوشيشا» بكيوتو، عن رأيه فيما حدث بالمعبد، قال: إن التسامح اليابانى مع الإسلام لا حدود له، وقد بدأوا هنا فى إقامة أركان مخصصة لصلاة المسلمين لتشمل الأماكن العامةوالمطارات، ويعلقون علامات إرشادية جميلة باتجاهها،فضلا عن تخصيص مطاعم للأكل الحلال، والسماح بإضافة مناهج للدراسات العربية والإسلامية فى بعض المدارس بمختلف المراحل. أشار الدكتور نوح إلى أن الطالب العربى المبتعث ربما يعانى من خلل عقلي، إلا أن فعلته فى المعهد سوف تترك أثرا سلبيا على صورة الإسلام فى اليابان. فى تعقيب مماثل، على هذا الحادث الأثيم، يقول الباحث المصري، محمد على حسن: كنت شخصيا فى زيارةلابنى أحمد فى مدرسته الثانوية اليابانية، وفى نهاية لقائى مع مدرسة فصله، سألتنى - باحترام شديد- عن موعد بدء شهر رمضان، حتى تتخذ المدرسة الإجراءات الملائمة لابنى «المسلم الوحيد» وبما يتوافق مع قدسية الشهر الكريم. هنا أتوجه بملاحظتى إلى ضمير المبتعث العربي، الذى أساء- بشدة- إلى صورة الإسلام فى اليابان، كما اضطر سفارة بلاده- فى طوكيو- إلى تقديم واجبات الاعتذار، نتيجة لفعلته الدنيئة، أقول له: ماذا لو صحا ضميرك، يا أخى فى العروبة والإسلام، وأفقت من حالة الخلل العقلي، التى تمر بها، هل ستشعر بالذنب،وتذهب بنفسك وبإرادتك إلى ما فعله المواطن اليابانى «تارو كاوا»؟! آخر محطة موجعةومثيرة للغرابة وللدهشة، وتستحق الاهتمام والمتابعة، نشرتها قناة سى بى سي،على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»،وفيها صورة لبعض الطالبات الماليزيات، اللاتى يقمن بالتنظيف ورفع القمامة، من فوق ومن حول شريط ترام الإسكندرية، فى مبادرة من جانبهن لتنظيف شوارع مصر. ما قامت به الطالبات الماليزيات، يأتى وكأنه استكمال لمبادرة مماثلة كان قد قام بها طلاب ماليزيون، مشاركة من جانبهم، أيضا، فى تنظيف شوارع مصر، من أسوان وحتى الإسكندرية، فى عام 2012. من المؤكد أن الطلبة والطالبات الماليزيين كانوا يحذون فى سلوكياتهم النظيفةوالنبيلة هذه حذو أقرانهم المنتمين للأمم المتحضرة، التى يجب أن ننضم إليها إن عاجلا أو آجلا. آخر ما تناقلته وسائل الإعلام من تغطيات مثيرة للإعجاب، على هامش فعاليات كأس العالم لكرة القدم فى البرازيل، قيام المشجعين اليابانيين بتنظيف الملعب وجمع القمامة فى أكياس، بعد خسارة فريقهم. أمعنت النظر فى صورة الماليزيات، وهن يرفعن القمامة من فوق ومن حول شريط ترام الإسكندرية، وأعدت النظر فى مقاطع الفيديو، التى أظهرت المشجعين اليابانيين، وهم ينظفون مقاعدهم بالملعب، لتصطدم عيناي- فى وقت لاحق- بأناس من بلدنا، وهم بكل أسف وأسي- يلقون بتلال من أكياس القمامة وبالقاذورات، ليس فقط على قضبان وحول ترام الإسكندرية بل- أيضا- على جميع المحاوروالطرق والنواصى والميادين. قلت فى نفسي، متى سيجود لنا الزمان بأناس يشعرون بالذنب، ويتصرفون بنبل وبشجاعة، ويفعلون بأنفسهم مثلما فعل السيد اليابانى المحترم» تارو كاوا» ؟! لمزيد من مقالات كمال جاب الله