كثرة تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، والإسراف فيها بدون داع يضعف المناعة، والثوم والعسل من الأطعمة التى تقوى الجهاز المناعى للإنسان، د.أمجد الحداد مدير وحدة الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح. يؤكد هذه المعلومة موضحا أن الجهاز المناعى هو «المايسترو» المسئول عن حماية جسم الإنسان فيعمل من خلال «اوركسترا» من العمليات الحيوية التى تقوم بها خلايا الجسم، ولحمايته من الأمراض والسموم والخلايا السرطانية للتعرف على الميكروبات المسببة للأمراض المعدية والأجسام الغريبة وتدميرها دون أن يؤثر فى خلايا الجسم، ويعمل الجهاز المناعى وفق نظامين متناغمين للوصول لحماية جسم الإنسان، أولهما مناعة فطرية منذ الولادة وتسمى أيضا مناعة طبيعية وتعتمد على وسائل الدفاع الطبيعية مثل الجلد والأغشية المخاطية المبطنة للأعضاء المختلفة بالجسم والدموع، ويتميز هذا النظام بالعمل بطريقة غير متخصصة، بمعنى أنه كل خلية تعمل ضد عدد كبير ومتنوع من مسببات المرض ولكن فقط حسب التمييز بين ما هو ذاتى (أى تابع للجسم) أو ما هو جسيم غريب، يجب التعامل معه، ولا يوجد بها ذاكرة مناعية، أما النظام الثانى فيسمى المناعة المكتسبة خلال مراحل حياة الإنسان بعد تعرضه لمسببات الأمراض من الميكروبات والأجسام الغريبة، وعندها يكًون الجهاز مجموعة متخصصة من الأجسام المضادة الموجهة فقط للجسم المسبب للمرض، وهذا يعنى أن هذا النظام يعمل بطريقة انتقائية ومتخصصة، فكل خلية أو جسيم تابع لها يستطيع العمل ضد عامل مرض واحد وخلافا للمناعة الطبيعية التى هى متشابهة عند الجميع، فالاستجابة المناعية المكتسبة تختلف من فرد لآخر وفق عامل الحصانة المناعية التى مر بها جسم كل شخص على انفراد وعلى حسب مسببات المرض التى تعرض لها خلال حياته، وهى قادرة على إنتاج ذاكرة مناعية تكون جاهزة للقضاء على أى ميكروب حال الإصابة. ويشير د. محمد السيد راشد مدير معمل اختبارت الحساسية بمعهد المصل واللقاح أن الجهاز المناعى يرتبط ارتباطا وثيقا بالتغذية، فهناك العديد من الأغذية التى تنشط وتقوى جهاز المناعة أهمها الثوم الغنى بمركبات الكبريت والمضادة للتأكسد ومعدن السيلينيوم، ولذلك يعتبر منشطاً لجهاز المناعة، والعسل أيضا مصدر مهم للطاقة ويستخدم كمضاد للالتهابات ومقاوم للفيروسات ونزلات البرد ومفيد لتقوية الجهاز المناعى للجسم، كذلك السمك لاحتوائه على نوع مميز من الأحماض الدهنية يسمى Omega-3المفيدة لتقوية الكريات البيضاء، ويحتوى اللبن على مستنبت البكتيريا الحية التى توجد فى أمعاء الإنسان الملايين منها الضرورية للهضم والتى تعيق نمو البكتيريا الضارة فى الجهاز الهضمى، وهى تشكل جزءاً مهماً من نظام المناعة لحماية الجسم، كما تتميز بعض الخضراوات مثل البروكلى واللفت باحتوائها على مواد منشطة ومقوية لجهاز المناعة ومضادات للأكسدة، وأيضاً غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، والفاكهة مثل البرتقال و اليوسفى تحتوى على نسبة عالية من (فيتامين سى) المضاد للتأكسد والمنشط لجهاز المناعة ومحاربة الخلايا السرطانية، وكذلك يعتبر الكيوى من أكثر أنواع الفواكه الغنية (بفيتامين سى) ويحتوى على البوتاسيوم ومضادات الأكسدة ومادة الكلوروفيل التى تساعد فى مقاومة السرطان. وكما تعمل الأغذية على تقوية مناعة الجسم يؤدى سوء التغذية ونقص المعادن إلى نقص المناعة المكتسبة، لكن مع عدم الإفراط الذى يرتبط بأمراض مثل السكرى والبدانة التى تؤثر على وظيفة المناعة، كما يجب التنوع فى مكونات الغذاء التى يحتاجها جسم الإنسان من بروتينات وفيتامينات ودهون وأملاح وكربوهيدرات، فالجهاز المناعى مثل البناء إن لم يتم تدعيمه بالتغذية المناسبة يعتبر مجوفا وعرضة للانهيار فى أى وقت، لذلك فان التغذية السليمة المتوازنة شئ أساسى فى بناء الجهاز المناعى بداية من مرحلة الطفولة للبروتينات الموجودة فى البقوليات واللحوم ومنتجات الألبان بأنواعها والبيض، كما أن الخضراوات والفاكهة التى تحتوى على عدد كبير من الفيتامينات والأملاح المعدنية لها دور أساسى فى إتمام العمليات البيولوجية والكيميائية الخاصة بالجهاز المناعى التى بدونها يفقد الجهاز المناعى وظيفته الأساسية وهى الحماية، وهذه العناصر الغذائية الدقيقة يتم الحصول عليها من الخضراوات والفاكه، ففيتامين (أ) الموجود فى المشمش والبطاطس والجزر ينتج هرمون النمو والخلايا المناعية وبالتالى تقل قدرة جسم الإنسان على مقاومة الأمراض، كما ينتج فيتامين (ب) الأجسام المضادة لمهاجمة الأجسام الغريبة ويحافظ هذا النوع من الفيتامينات على وجود الأجسام المناعية فى الدم لتكون جاهزة للقضاء على أى ميكروب، ويوجد فى الموز والخبز بأنواعه، كما يعمل الزنك والحديد على رفع كفاءة جهاز المناعة نظراً لأنه يمثل جزءاً من خلايا الدم التى تحمل الأكسجين إلى أجزاء الجسم بالإضافة إلى “البيتا-كاروتين” الذى يتحول إلى فيتامين (أ) فى الجسم الذى يساعد فى تعزيز جهاز المناعة، وكذلك التركيز على تناول أغذية غنية بالمغنسيوم والسلينيوم بالإضافة إلى الكالسيوم وفيتامين (د) الضروريين للحفاظ على صحة الجهاز المناعى.