تحتاج مصر فى المرحلة المقبلة إلى العمل الجاد والبناء المثمر فى شتى مجالات وقطاعات الحياة، ذلك لأن مصر عانت الكثير وتستحق أن تتبوأ مكانتها اللائقة بها بين الأمم، ومما لا شك فيه أن القوة البشرية التى تمتلكها مصر تعد من أهم ثرواتها إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، فهى قوة متعلمة ومدربة وكثيرة العدد تمتاز مصر بوجود الصحراء القابلة للاستصلاح سواء بالرى بالمياه الجوفية الموجودة بكثرة فى بقاع عدة من الصحراء الشرقية أو من مياه الصرف الصحى المخلوطة بالمياه العذبة من نهر النيل أو فائض المياه بالبحيرات والمجارى المائية، علاوة على ذلك فإن خبرة القوة البشرية المصرية بالزراعة لا تفوقها قوة بشرية أخرى على مستوى العالم، فمصر أقدم بلد زراعى على مستوى العالم. ويقدر عدد خريجى المدارس والكليات الزراعية فى مصر بالملايين وجميعهم يتطلعون لامتلاك عدد من الأفدنة المستصلحة لتحويلها من صحراء جرداء إلى أرض زراعية خصبة كما كانت الحال فى السبعينيات والثمانينيات قبل أن تتجه الدولة لزراعة تلك الأراضى من خلال الشركات والمستثمرين الكبار. إن شباب مصر يتطلعون لاستصلاع وزراعة الصحراء، وإذا وفرت لهم الدولة هذه الأراضى ومتطلباتها، فإن ذلك سيسهم فى إعادة التوزيع السكانى وإعمار مناطق جديدة فضلاً عن الانتاج الزراعى المتميز. طارق عبدالمجيد كامل