«استوصوا بمصر خيرا وأحبوها عملا لا قولا»، تلك كانت واحدة من الرسائل المهمة التى تضمنها خطاب الوداع الذى القاه أمس الرئيس الانتقالى عدلى منصور، ذلك الخطاب الذى سيبقى شاهدا على مكانة وقدر هذا الرجل الذى شغل المنصب فى وقت كان الكثيرون يهربون فيه من تحمل المسئولية، فى وقت دقيق حرج يمر به الوطن ويحتاج لكل جهد صادق مخلص. ومن بين ما سيذكره التاريخ فى صفحاته عن عدلى منصور أنه أعاد لمقام الرئاسة الرفيع هيبته ووقاره واحترامه بعدما تعرض للإهانة إبان تولى الرئيس السابق محمد مرسى، وسيذكره أيضا بأنه كان حريصا على الحفاظ على تماسك الوطن ووحدته والبحث عما يجمع الفرقاء على الساحة. ولنرجع إلى ما قاله فى خطابه: «الوطن سيظل متسعا للجميع وكلى ثقة بأن المستقبل يحمل للوطن غدا مشرقا»، وقوله فى موضع آخر «بالوطن نحيا». لقد قدم منصور نموذجا رائعا فى الوطنية يستحق عليه الإشادة والتقدير، وقد أصاب كبد الحقيقة حينما توقع مستقبلا مشرقا للبلاد التى تدخل مرحلة جديدة بتولى عبدالفتاح السيسى الرئاسة. مرد هذا التفاؤل أن غالبية المصريين يريدون حياة أفضل تليق بهذا البلد العظيم ولديهم الاستعداد لبذل الجهد لتحقيق هذه الغاية العزيزة، فالأيام والأشهر المقبلة لن تكون سوى مرحلة عمل متواصل لكى نعبر بمصرنا إلى بر الأمان والاستقرار والرخاء الاقتصادى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام