دعا القادة الأوروبيون إلى ضرورة إصلاح الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد صفعة نتائج انتخابات البرلمان الأوروبى التى أحدثت زلزالا سياسيا فى أرجاء القارة العجوز. وقبل ساعات من اجتماع قادة الاتحاد الأوروبى لبحث النتائج، تعهد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند بالمضى فى الإصلاحات فى الداخل، واعترف بأن الفوز الذى حققته أحزاب أقصى اليمين فى الانتخابات أظهر أن الناخب يشعر أن أوروبا لا تحميه. وأوضح أن الاتحاد الأوروبى «بات صعب القراءة»، وعليه بالتالى أن ينسحب من حيث لا ضرورة له. ووجه أولاند خطابا للأمة اعتبر فيه أن فوز حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف بزعامة مارى لوبان تصويتا بعدم الثقة فى أوروبا. وقال إن أوروبا أصبحت مستغلقة متباعدة وغير مفهومة فى الأساس حتى بالنسبة للحكومات، وهذا لا يمكن أن يستمر. وأضاف أن حكومته لن تتردد فى خططها رغم الهزيمة، وستمضى قدما فى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والخاصة بالأراضي. واستطرد: أنا أوروبى، وواجبى أن أصلح فرنسا وأغير توجه الاتحاد الأوروبى. وأكد أولاند أنه يجب احترام خريطة طريق «مسئولة»، ودعم القدرة الشرائية والعدالة الاجتماعية وتحديث الدولة وتلك هى رهانات الإصلاح. وردا على هذه النتائج، سيبلغ الرئيس الفرنسى زعماء الاتحاد الأوروبى الذى يضم 28 دولة فى اجتماعهم فى بروكسل خلال ساعات أن عليهم أن يركزوا الآن على النمو والوظائف والاستثمار لا على التقشف. وفى غضون ذلك، قال مكتب أولاند إنه أجرى اتصالات هاتفية مع زعماء أوروبيين منهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وماريانو راخوى رئيس الوزراء الإسبانى وماتيو رينتسى رئيس الوزراء الإيطالى. وفى لندن، أكد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى الحاجة إلى تغيير وإصلاح الاتحاد الأوروبى بعد نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبي. فى الوقت نفسه، رفض نيك كليج زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين ونائب رئيس الوزراء البريطانى الدعوات بتقديم استقالته بعد الأداء الضعيف لحزبه فى الانتخابات المحلية وانتخابات البرلمان الأوروبى. وقال كليج: لن نفقد أعصابنا ولن نهرب ولن يثنينا ذلك عن مواصلة طريقنا. وفى دبلن، قدم إيمون جيلمور نائب رئيس الوزراء الآيرلندى استقالته من منصبه كزعيم لحزب العمال، عقب النتائج الكارثية. على صعيد آخر، شهدت الساحة السياسية الفرنسية فضيحة جديدة فى أروقة واحد من أهم احزاب المعارضة الفرنسية المعروف بحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» لليمين الجمهورى ورئيسه الحالى جان فرانسوا كوبيه، حيث اقتحمت الشرطة الفرنسية مقر الحزب للبحث عن الفواتير والمستندات الخاصة بتمويل حملة الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، بعد أن كشفت مؤسسة بيجماليون عن فواتير قيمتها 11 مليون يورو تقريبا، وهى تتعارض مع المدرجة بصندوق الحزب.