أكد الدكتور احسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين, ان مشرحة زينهم تسلمت51 جثة من شهداء مذبحة بورسعيد لم يتم تشريح سوي جثة واحدة منها فقط في بورسعيد, أما باقي الجثث فقد رفض ذووها تشريحها لاعتقادهم بأنه تمثيل بجثتهم. واكتفي أهالي الضحايا بتوقيع الكشف الظاهري عليها من قبل الأطباء الشرعيين لبيان سبب الوفاة. وأضاف انه من خلال توقيع الكشف الظاهري تبين وجود كدمات وإصابات رضية, وكسور في عظام الرقبة والوجه والصدر, وكذلك نزيف من الأنف والفم وافرازات مدممة من الأنف. وقال إن بعض الحالات تعذر فيها تحديد أسباب الوفاة بواسطة الكشف الظاهري, وكان لابد من ضرورة تشريح الجثث لبيان السبب, إلا أن أهالي الضحايا رفضوا ذلك لرغبتهم في عدم التمثيل بها, وأوضح ان كثيرا من الحالات لا توجد بها اصابات واضحة بل نزيف من الأنف أو الفم, وهذا ينبئ عن اصابات داخلية في المخ أو البطن أو الصدر, وحتي يتم التعرف علي تلك الإصابات كان لابد من ضرورة عملية التشريح, وبرغم ان الأطباء الشرعيين ووكلاء النيابة أوضحوا لأهالي الضحايا ضرورة اجراء عملية التشريح حرصا وحفاظا علي حقوق ابنائهم, إلا انهم اصروا علي عدم التشريح ووقعوا أمام وكلاء النيابة اقرارا مكتوبا يفيد موافقتهم علي عدم تحديد اسباب الوفاة لتعذر تحديدها بالكشف الظاهري علي الجثة, وقال في استغراب إن أهالي الضحايا قد يكونون سببا رئيسيا في ضياع حقوقهم إذا صدر قرار بصرف تعويضات أو معاشات لهم مستقبلا. وأكد الدكتور احسان كميل جورجي انه تم تسليم خمس جثث لذويهم من مشرحة زينهم دون توقيع الكشف الطبي الظاهري عليها, وذلك بناء علي رغبة أسرهم, حيث رفضت أسر الضحايا الخمس الكشف الظاهري عليها أو حتي الاستماع للنيابة, وهذا فيه ضياع كبير لحقوقهم. واضاف الدكتور ايمن كمال الدين ان اعمار الضحايا تراوحت ما بين14 سنة و25 سنة, ولا يوجد بينهم اصابات باعيرة نارية أو خرطوش, وانما تركزت كل الاصابات علي كسور وكدمات. وأكد أن جميع الجثث تم التصريح بدفنها, ولم يتبق داخل المشرحة سوي جثتين مجهولتين لشابين يصل عمرهما إلي22 عاما. وأوضح الدكتور محمود محمد علي نائب كبير الأطباء الشرعيين انه تم تشريح جثة واحدة فقط للشهيد محمود محمد عبدالخالق23 سنة, وتبين ان سبب وفاته اسفكسيا البرك, أي أن أحد الأشخاص قد جثم فوقه, مما يدل علي قيام شخص أو اشخاص بالبرك علي جسده وضربه حتي لفظ انفاسه الأخيرة.