ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى لا يقتصر تأثيرها على مجرد الإظلام فقط ، لكن تداعياتها تمتد لتسبب خسائر اقتصادية كبيرة فى جميع القطاعات الاقتصادية والخدمات، وتشمل الصناعة والمتاجر وغيرها من المرافق الأساسية. يقول محمد حنفى مدير غرفة الصناعات المعدنية إن شركة الكهرباء تخطر المصانع بمواعيد انقطاع الكهرباء اليومية ، وهى فى أحيان كثيرة تمتد من الساعة 2 مساء الى 6 مساء، وهذه هى فترة الذروة للعمل بالمصانع ، لأن الأفران يكون بها كميات كبيرة من المعدن منصهرة ، ونحاول الانتهاء من تصنيعها قبل انقطاع التيار الكهربائى ؛ وهو ما لا يتحقق مما يسبب خسائر كبيرة ، لافتا إلى ان توقف العمل لمدة ساعة واحدة فى مصنع الصلب يسبب فاقدا فى الانتاج يبلغ 800 ألف جنيه ؛ أما فى مصانع الألومنيوم ، فيصل الفاقد إلى مليون جنيه، وبالتالى فمن الضرورى العمل على إيجاد مصادر بديلة لتوفير الكهرباء معا يتيح وقف هذا الفاقد الكبير فى الإنتاج. وأضاف أن انقطاع الكهرباء يسهم أيضا فى ارتفاع الأسعار لتعويض تراجع الانتاج الى جانب اللجوء إلى الاستيراد ، ومن ثم الدخول فى أزمة اقتصادية كبيرة لأن جزءا كبيرا من طاقة العمل فى المصانع متوقفة ، مشيرا إلى أن غرفة الصناعات المعدنية تقدمت بشكاوى للعديد من الجهات المختصة ولم تتلق أى رد. ومن ناحية أخرى أوضح إبراهيم العربى رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة أن انقطاع الكهرباء لا يؤثر بشكل كبير على حركة التجارة والاستثمار، كما يشاع ، لأن أغلبية الشركات والمصانع تأخذ احتياطاتها مسبقا ، بدليل أن نسبة الخسائر ضئيلة للغاية ، مشيرا إلى أن سبب انقطاع التيار زيادة الأحمال ، ويجب على المواطنين ترشيد الاستخدام ، واستخدام بدائل عند الانقطاع ، وعلى الحكومة أيضا إنشاء محطات جديدة. وقال عبد الله غراب - رئيس شعبة المخابز - إن انقطاع التيار الكهربائى بهذه الطريقة أمر غير مسبوق ، وبدأ يظهر تأثيره السلبى ، ففى توقيت الانقطاع ، نضطر إلى إجراءات للمحافظة على انتاج ولكن ذلك لا يؤثر على جودة الموجود من الخبز، كما أن انقطاع التيار يتسبب فى زحام وتكدس وطوابير لشراء الخبز. وأضاف أن خسائر انقطاع الكهرباء فى «الافران» التى ليس بها مولدات كهربائية تتراوح ما بين 100 و 200 جنيه فى اليوم الواحد، مشيرا إلى مخاطبة بنك التنمية الصناعية للموافقة على منح قروض للأفران لشراء مولدات لتفادى تأثير انقطاع التيار ، وطالب وزارة الكهرباء بوضع نظام محدد لقطع التيار الكهربائى بجانب إبلاغ الافران مسبقا بمواعيد الانقطاع حيث نفاجأ حاليا بالقطع والذى يتم فى اوقات مختلفة. وقال الدكتور مصطفى محمد عيسى - الخبير فى مجال الكهرباء - إن الشبكة الكهربائية تتعرض لضغوط كثيرة ، خاصة أن العديد من هذه الشبكات قديمة وضعيفة الكفاءة ، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الكهرباء ، بسبب الزيادة السكانية ، وزيادة الأنشطة الزراعية وأعمال الصناعة والتجارة واختلاف نمط الأحمال فى القطاع السكنى ، وكثرة استخدام أنظمة التدفئة والتبريد، واتساع رقعة البناء. وأضاف أن عدم توافر الطاقة الكهربائية سوف ينعكس سلبيا على الاقتصاد ، لتتأثر القطاعات الإنتاجية ، التى تحتاج الى الطاقة الكهربائية لتشغيل الآلات والإنارة، وتوليد الحرارة المرتفعة التى تحتاجها الصناعات المعدنية الثقيلة، وبقدر ما تتوافر الكهرباء بكميات وافية وبأسعار رخيصة، فإن الأمر سيكون ملائماً لتحفيز الصناعة الحديثة، وتحقيق إنتاجية عالية، وطرح سِلع تنافسية فى الأسواق. وأشار عمرو إبراهيم - صاحب مصنع ملابس- إلى أن انقطاع التيار الكهربائى يوميا يسبب أزمة كبيرة لتوقف الماكينات عن العمل وتوقف الإنتاج ، كما أن العمال يعملون بنظام «الوردية» تبدأ فى التاسعة صباحا مثلا وتنتهى فى الخامسة مساء ، وفى حالة انقطاع الكهرباء يتوقفون عن العمل مع استمرار مواعيد الوردية كما هى دون تغيير ، مما يجعلنا مضطرين لتقليل حجم العمالة.