هل عجزت العقول المصرية والخبرات العلمية عن ايجاد حل لمشكلة القمامة المتراكمة فى الطرقات، رغم ان لدينا وياللعجب وزارة دولة مستقلة لشئون البيئة؟ لا أحد ينكر أن سلوك المواطنين هو أحد الأسباب الرئيسية للمشكلة، خاصة أن الدولة وضعت صناديق للقمامة فى كل شارع وحارة، إلا أن النباشين قاموا بتفريغ محتوياتها على الأرصفة، لانتقاء ما يصلح لهم من أوراق وزجاجات ومواد بلاستيكية، ونثروا الباقى بجوارها، فضلا عمن قاموا بسرقة الصناديق البلاستيكية لاستخدامها فى أغراض أخري، قبل أن تحل محلها أخرى معدنية. ثم رأى المسئولون أن رفع الصناديق قد يكون هو الحل، إلا أن الأمر تحول إلى كارثة، إذ ألقى المواطنون قمامتهم على الأرصفة مباشرة، قبل أن يبعثرها النباشون فى عرض الطريق، وقد تواترت الأنباء منذ أمد طويل عن أن الحكومة تدرس العودة إلى النظام القديم الذى يقضى بجمع القمامة من المساكن والمحال مباشرة، واستغلال النباشين فى القيام بهذه المهمة، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. وأرى أن هذه الطريقة هى الخطوة الأولى لحل المشكلة، على أن تقوم وزارة الدولة للبيئة بتوعية المواطنين عن طريق أجهزة الإعلام بخطورة بعثرة القمامة فى الطرقات على الصحة العامة، والإساءة للمظهر الحضارى والجمالى للمجتمع، فضلا عن تفاقم الأزمات المرورية نتيجة إشغال الطريق والأرصفة بالقمامة. د.حسن الحسينى طب الإسكندرية