لأشئ ضج منه اهل قريتى بمحافظة قنا بامتداد الشهور الماضيه بقدر ماضجوا من قلة حيلتى وعجزى وثرثرتى الفارغة التى لم تفلح حتى الآن فى ان تنقذهم من موت محقق يلاحقهم فى بيوتهم وطعامهم وشرابهم وهو يختبئ كل يوم فى طرق مدمرة ومياه شرب ملوثة قاتلة والتى صارت وحسب التحاليل العلمية والصحية مياه غير صالحة ومسممة . طبعا .. من حق اهلى قريتى «ابوشوشة المحطة وابوشوشة البلد» ان ينظروا لى هذه النظرة اليائسة بل ويعتبروننى مثل باب النجار مخلع، فبينما مهنتى هى متابعة وعرض آنين واوجاع المهمشين والفقراء فى جميع قرى ونجوع مصر «صعيدها ودلتاها»، إلا ان القرية التى هى مسقط رأسى سقطت من حساباتى، ولم انتبه إلا بعد أن أخبرنى زميلى أسامة الهوارى مدير مكتب الاهرام فى قنا بأن لديه تقارير وأوراقا رسمية تفيد بأنها القرية الوحيدة فى محافظة قنا التى تكاد تشرب مياه بالغازات السامة. إن مايجرى بحق مياه شرب هذه القرية هو أمر مريب فعلا.. فما تشهده خطة تنفيذ مشروع محطة مياة الشرب «بالنجّمة والحمران» وتوصيلها الى قرى مركز ابوتشت وسقوط هذه القرية فقط من حسابات المشروع وخطته دون عن القرى الاخرى.. إلا ان الاغرب هو حالة المسئول المخدوع التى يعيشها اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا وعلى طريقة الزوج اخر من يعلم، فالرجل عندما تسأله هل قرية ابوشوشة مدرجة ضمن خطة مشروع مياه شرب «النجّمة والحمران».. يجيبك على الفور وبثقة: نعم .. طبعا موجودة ، وهى فى الواقع غير مدرجة أصلا وحسب تصريحات المسئولون عن شركة المياه وربما ذلك يرجع الى سبب بسيط ان المشروع يتضمن قرى الوحدة المحلية لأبو شوشة التابعة للقرية ولم يتضمن القرية الأم ذاتها، وحين سمعت بأن هناك إصرارا من المحافظ ومازال يركب رأسه بان المشروع يتضمن جميع القرى، سألت نفسى: الى هذه الدرجة نجح المسئولين بشركة المياه القابضة وبعض المحيطين به فى خداعه وتضليله، وبدلا من ان يستمع الى شكاوى اهالى القرية المهددة «بالاعدام شربا» ويحقق فى الامر يصمت ويعوم على عوم هؤلاء المضللين .. إنها مصيبة .. على اية حال لو ظل الامر على هذا الوضع فنحن امام قرية قوامها 20 ألف نسمه تنتظر إعدامها بالمياه السامة خاصة وان هناك مصرف اسمه مصرف «سّلام» منذ تشغليه قبل سنوات وهو يزيد الطين بله، اذ صار مستودعا للنفايات السامة والمخلفات التى تلقى فيه يوميا وتذهب فى النهاية الى النيل ثم الى افواه وبطون هؤلاء الضحايا. لمزيد من مقالات أبو العباس محمد