أصدر وزير الثقافة قرارا جديدا باعادة تشكيل لجنة ادارة مهرجان القاهرة السينمائى، بناء على اقتراح رئيسه الناقد سمير فريد، من 16 عضوا منهم 12 مسئولا حكوميا و3 ممثلين لجهات حكومية أهلية منتخبة. وقبل تعيينه بمنصبه بستة أشهر، نشر رئيس المهرجان مقالا قال فيه: «وموقفى الحاسم ضد أن تقوم الحكومة بتنظيم المهرجانات، ليس مجرد مبدأ «مثالى»، وإنما من واقع تجربتى الخاصة مع هذه المهرجانات، فقد كنت مديراً لثلاثة مهرجانات نظمتها وزارة الثقافة واستقلت بعد دورة واحدة فقط» وأضاف: «ولا تتسع صفحة كاملة من الجريدة لذكر المهازل الإدارية والمالية لمهرجانات الحكومة» فى السنوات الماضية كان لمهرجان القاهرة وضع استثنائى خاص حيث يقام تحت رعاية الوزارة مما يسمح له بهامش من الاستقلالية النسبية الآن بعد تشكيل مجلس الادارة الجديد، جعله فريد إحدى مؤسسات الدولة بسيطرة اصحاب المناصب الحكومية على 12 من 16 مقعدا بلجنة إدارته. كانت لجنة ادارة المهرجان الاولى التى اختارها فريد تضم سبعة مخرجين قال رئيس المهرجان عنهم إنه تم اختيارهم لانهم معروفون جيدًا على الصعيد الدولى، وسيكونون دماء جديدة تعمل في المهرجان للمرة الأولى. وقال حول عدم وجود ممثلين من فناني السينما في مجلس الإدارة: إن الفنانين هم أعمدة صناعة السينما والمهرجانات في العالم أجمع لكن ليس مكانهم الإدارة. لجنة الادارة الجديدة التى اقترحها رئيس المهرجان كما ذكر القرار الوزارى تضع السياسات العامة للمهرجان ، وتعتمد القرارات الفنية والادارية والمالية. بالنسبة لوضع السياسات كان من الاجدى اشراك فنانى مصر الكبار فى هذا الدور وعدم اقصائهم عن افادة بلدهم بخبرتهم في رسم سياسات المهرجان الاكبر. ثم إن المعلوات المتوافرة عن المهرجان تؤكد ان سياسات المهرجان تم رسمها بالفعل وكأن تنفيذها الآن، أما اعتماد القرارات فهى وظيفة غريبة فهل لجنة بهذه الأسماء المهمة تأتى لكى تعتمد فقط القرارات. السبب الرئيسي الذى استطلعه الأهرام هو اصطدام سمير فريد بلجنة إدارة المهرجان الأولى لعدم رجوعه اليهم فى اغلب القرارات التى أقرها وإخطارهم بها بعدما اتخذها بالفعل. و من ضمن ما اعترض عليه بعض اعضاء اللجنة دليل العمل الذى كتبه ووزعه بدون الرجوع اليهم.وكانت لهم مآخذ عليه بعد توزيعه علي الصحفيين. بالاضافة لفرضه أهم قيادتين بالمهرجان عليهم، وكأن مهرجان القاهرة أبعدية أو ملكية خاصة يضع فيها رئيس المهرجان من يشاء بدون أن يكون لديه سيرة ذاتية تنافسية قوية. .البديهى أن لجنة الادارة الأولى تم اختيارها لتؤدى دورها حتى نهاية الدورة القادمة، وحلها الآن معناه إما أنها استقالت أو اقيلت. أما الكلام عن إعادة تشكيلها لتناسب هذه المرحلة من العمل، فهو عبث لا يستحق تفنيده. من صور التناقض البالغ، قول رئيس المهرجان ان هناك متحدثا رسميا للمهرجان وهو المسئول الوحيد عن التصريح باسمه. لكن المتابع الدقيق يفاجئ بأن العمود الصحفي لرئيس المهرجان مملوء بالمعلومات الجديدة وتبريرات للقرارات مثل افصاحه عن استعداد المهرجان لقبول افلام إنتاج الدولة في سوريا وتشكيل لجنة إدارة جديدة. والسؤال: هل من الشائع في مهنة الصحافة أن ينشر الصحفى عن أعماله في مساحته الثابتة.. حتى لو كانت عملا عاما ؟ الاجابة لأهل المهنة. آخر الأثافي هو أن مهرجان القاهرة السينمائى لن يكون له مكان في مهرجان كان لاول مرة في تاريخ المهرجان منذ عدة سنوات. صحيح أنه سيكون هناك جناح لمصر من خلال وزارة السياحة، لكن رئيس مهرجان القاهرة رفض الوجود فى هذا الجناح وقد تكون له أسبابه. لكنه سيحضر مهرجان كان ومعه بعض العاملين بشكل مستقل اين سيقابلون ضيوفهم وأين سيتفاوضون على أفلامهم القادمة وأين سيروج المهرجان لنفسه: فى المقاهى والكافيهات ؟ ان ضمن ما بشر به رئيس المهرجان عند توليه المسئولية أنه سيحقق لمهرجان القاهرة بالمهرجانات الثلاث الكبري. ولا نرى أى بوادر لتمثيل معقول لمهرجان القاهرة بكان . أما بمهرجان برلين الماضى فحدث ولا حرج..نشر المهرجان عن حضور محمد حسن رمزى والزميل خالد محمود كممثلين للمهرجان رغم أنهما لم يمارسا أى عمل لمهرجان القاهرة. وتكلم رئيس المهرجان عن انه أقام عدة حفلات عشاء على شرف شخصيات كبيرة وتفاجأ أن الموضوع لم يتعد تجمع ستة افراد للمهرجان فى أحد المطاعم للعشاء بينهم.والصور المتداولة خير دليل. عندما تعلن فى الاعلام انك تقيم حفل عشاء مهرجان القاهرة معنى ذلك أنك تقيم حفلا كبيرا وتدعو ضيوفا مهمين لجذب أنظار المجتمع السينمائى الدولى لمهرجان القاهرة؟ سألنا اكثر من مراقب من مترددى برلين والعاملين به، هل ترك مهرجان القاهرة أى أثر حقيقي شعر به مجتمع برلين. الاجابة بكل أسف لا. ظل رئيس المهرجان الحالي ينتقد الادارات السابقة للمهرجان بأسباب بعضها موضوعي وبعضها ليس كذلك ,وأغلب الوقت بأسلوب هجائى يصل للتجريح .فماذا يفعل هو الآن؟ استبعاد الفنانين المصريين من لجان ادارة المهرجان وكأن هذا ليس مهرجان وطنهم ومن حقهم المشاركة بأفكارهم فيه، الفشل في تحقيق أى حضور دولى حتى الآن لمهرجان القاهرة، الاتيان بهواة من اصدقائه في منصبي مدير المهرجان ومدير العلاقات الدولية. وبالمناسبة ما هو هذا المنصب غير الموجود فى أى مهرجان دولي ؟ البديهى أن أى مهرجان دولي يقوم بعلاقات دولية يقوم بها كل فى تخصصه، لماذا إذن مدير علاقات دولية. بل تمت إضافة منصب له باعتباره رئيس البرامج. وهو منصب غريب أيضا وغير شائع عالميا. بالاضافة الى فشل رئيس المهرجان في حجز دار الأوبرا لافتتاح وختام المهرجان في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ المهرجان أن يبعد مهرجان القاهرة عن هذا المكان الرائع الذى ليس له بديل. والسبب هو خطأ يرتقي لدرجة الخطيئة هو اختيار رئيس المهرجان موعد اقامته في نفس توقيت مهرجان الموسيقي العربية، رغم أن تحريك موعد المهرجان أسبوعا واحدا كان كفيلاً بأت يخرج المهرجان من دار الاوبرا المصرية لوكان رئيس المهرجان انتبه قليلا ودرس الموعد المقترح لمهرجانه جيدا. آخر الأخبار المضحكة،هو نشر مدير العلاقات الدولية علي مواقع التواصل الاجتماعي اعلانا عمن يشاركه سكنه في مهرجان كان. وهذا شائع لمن يريد من الصحفيين تقليل تكلفة اقامته. السؤال هنا لماذا لم يحجز له مهرجان القاهرة مكانا بفندق ليجنبه الاعلان بهذه الطريقة المهينة ؟ لكن هذه هى روح الهواية بعينها. ألا يعرف هذا الشخص قيمة المكان الذي يحتله الآن ، فيقوم بأفعال عبثية لا تليق بمنصبه. حواديت مهرجان القاهرة فى رئاسته الجديدة لا تنتهى، ويبدو أنها ستكون مجالا للتندر في حياتنا الفنية والثقافية فى الفترة القادمة.