تعرض منزلى لحادث سطو وسرقة حيث اقتحمه أحد اللصوص ليلا عن طريق فسخ الباب الرئيسى منتهزا فرصة عدم وجود أى شخص بالمنزل ثم دخل جميع الغرف وأخذ كل ما فى المنزل من أشياء ثمينة والغالبية العظمى منها مجوهرات زوجتى وبعد أن استدعينا الشرطة والمباحث لتحرير محضر بالواقعة ورفع البصمات من على كل ما هو متوقع لمسه من اللص، وفى ضوء الامساك بخيوط الواقعة طلب منا رئيس المباحث صورا لتلك المجوهرات المسروقة التى تمكنهم من ابلاغ جميع محال الصاغة على مستوى الجمهورية ولكن للأسف عثرنا بصعوبة بالغة على قليل من الصور لمجموعة المجوهرات المسروقة والتى تم استقطاعها من صور تم تصويرها فى أفراح ومناسبات أخرى.. وفى هذا السياق ومن خلال تجربتى اقترح الآتى: { ينبغى على كل فتاة أو سيدة لديها مجوهرات ذهبية أو مرصعة بالألماس أن تقوم بتصويرها كل على حدة بالموبايل أو بكاميرا تصوير ثم تقوم بتخزينها على اسطوانة مدمجة أو فلاش ميمورى أو هارد ديسك، أو تخزينها فى ذاكرة المحمول أو الكمبيوتر أو اللاب توب أو آى باد أو ما شابه، وبذلك يتم «ترقيم المجوهرات» والاحتفاظ بها فى شكل الكترونى يسهل الرجوع اليه فى حالة سرقة تلك المجوهرات أو فقدها وتقديمها لجهات التحرى والتحقيق المعنية بهذا الأمر. { التنبيه على جميع محال الصاغة بضرورة إنشاء بريد الكترونى يخص كل محل يتلقى عليه أصحاب تلك المحال على مستوى الجمهورية بلاغات بالسرقة وحيثياتها وصور المجوهرات المسروقة المرقمة والمرسلة من جانب جهات التحقيق، ويتم التنسيق والتتبع بين المباحث وأصحاب المحال بشأن هذا الموضوع، وأحسب أن هذه الوسيلة الإلكترونية هى أسهل وأسرع وسيلة لتبليغ اصحاب محال الصاغة فى وقت واحد عقب حادث السرقة مباشرة حيث ان عنصر الزمن مهم للغاية فى تلك السرقات خشية تداول المجوهرات بين محال الصاغة والمواطنين عملاء هذه المحال اكثر من مرة، واخفاء خيط اساسى من خيوط التحقيق، والجدير بالذكر ان إبلاغ محال الصاغة فى الوقت الحالى ربما يتم بشكل تقليدى وذلك بإرسال صور المجوهرات باليد أو بالبريد العادى الى كل محل مما يستغرق وقتا طويلا جدا، وقد يسفر فى النهاية عن لا شىء. وعلى الجانب الآخر يجب على جهات التحقيق استخدام الوسائل التكنولوجية فى حالة رفع البصمات ومضاهاتها ببصمات المسجلين خطر على مستوى الدولة حيث يتم ذلك من خلال أنظمة الكترونية حديثة تحسم الأمر فى الحال، وتتعرف بشكل تقنى على جميع البصمات وتظهر المتطابق منها من عدمه، وأحسب ان هذه التقنية تسهم بشكل فعال وسريع بصورة آمنة فى تحديد الأدلة الجنائية والبحث الجنائى ويمكن ايضا تخزين جميع البصمات الكترونيا، والرجوع اليها فى أى وقت عن طريق مسحها ضوئيا وتخزينها على«هارد دسك» يتصف بسعة تخزين كبيرة وهذا الجهاز متاح حاليا فى الأسواق وبأسعار زهيدة جدا نظرا للمنافسة الشديدة فى هذه المجالات عالميا، فضلا عن أنه يمكن إرسال البصمات الإلكترونية لجميع جهات البحث الجنائى على مستوى الجمهورية فى الحال كنوع من التواصل المباشر عن طريق البريد الإلكترونى لكل جهة تحقيق، حيث ان ما يتم الحصول عليه هو بصمة رقمية تعتمد على أنظمة «خوارزميات» رياضية تتفاعل مع محتويات الرسائل الإلكترونية لينتج عنها ما يشبه بصمة خاصة بكل رسالة لها خصوصيتها، وهذا ما يجعل البصمات الإلكترونية آمنة تماما وغير قابلة للتزوير، ومن ثم التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتفعيل تلك الأنظمة للنهوض بمنظومة البحث الجنائى والأدلة الجنائية على مستوى الدولة. د. حسن على عتمان نائب رئيس جامعة المنصورة