أخذت الحرب الإعلامية من اجل بث مباريات كاس العالم 2014 بين الاتحاد الدولى لكرة القدم « فيفا « و احدى القنوات الألمانية , منعطفا جديدا بعدما أعلن الأول عدم بث مباريات كاس العالم فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلا عن طريق الشركة الفرنسية القطرية .. وهو الأمر الذى دعا القناة الألمانية إلى توجيه سهام اللوم للاتحاد الدولى والشركة التى تعاقد معها , وهو ما جاء على لسان رئيس القناة الألمانية حيث قال «لا افهم السر وراء الإصرار على احتكار شركة واحدة بث المباريات » فى الوقت الذى يزعم فيه مدير القناة إن الغرض الرئيسى من الدخول فى مشكلات قضائية مع الطرف الثانى يأتى من أجل إعطاء الفرصة للجماهير لمشاهدة المباريات بسعر اقل. كما أكد رئيس القناة أنه لم يتجاوز عندما أراد أن يبث المباريات مثلما فعلت الشركة الفرنسية القطرية لكن الفارق بينهما أن القناة الألمانية ستبث المباريات بالمجان, على أن تحقق أرباحها المادية من خلال استوديوهات التحليل والإعلانات قبل وبعد المباراة. وكانت هناك العديد من الجولات القضائية بين الطرفين فى السنوات الأخيرة، أبرزها القضية الأخيرة التى طلب فيها صاحب حق البث من الفيفا تعويضا ماديا، نظرا لان القناة الألمانية قامت ببث المباراة النهائية لبطولة الكأس الأوروبية , مما كبد الشركة الناقلة للحدث خسائر كبيرة. أما الخطوة التى اتخذتها الشركة الفرنسية القطرية من اجل الحفاظ على حقوقها , فقد أجبرت مشتركيها على شراء جهاز بث جديد مع دفع قيمة تعاقد خاص بكاس العالم .. وهو الأمر الذى فتح باب الحديث عن الاحتكار وحق أصحاب الدخول الضعيفة فى مشاهدة اكبر الأحداث الكروية, بما له من اثر اجتماعى واقتصادى كبير خاصة فى هذا التوقيت الحساس خاصة فى الشرق الأوسط. وحتى كتابة هذه السطور فان القناة الألمانية مازالت مصممة على بث مباريات كأس العالم , فيما اعتبرته العديد من الصحف والقنوات التليفزيونية انتصارا للفقراء والشركة الألمانية وكان هذا أيضا لسان حال رئيس القناة الألمانية عندما قال : هزمنا الاحتكار من اجل الفقراء. واحتاط معظم أصحاب المقاهى من اجل ضمان تقديم الخدمة لزبائنهم , فمنهم من قام بشراء جهاز البث الجديد للشركة الفرنسية القطرية على أن تزيد من أسعار المشروبات المقدمة من اجل الحصول على المقابل المادى المستهدف والذى زاد مع ارتفاع تكلفة التعاقد مع الشركة المحتكرة لنقل كأس العالم. وبصفة عامة .. فإن هناك العديد من الحيل التى ستظهر فى الفترة المقبلة حتى يتجنب أصحاب الدخول الضعيفة ارتفاع تكلفة متابعة المونديال , وتتمثل ابرز هذه الحلول فى الشبكة العنبكوتية «الانترنت» وهو البديل الأقل تكلفة ومن الصعب السيطرة عليه أو تقنينه .. فى الوقت الذى تتزايد فيه أعداد المستخدمين للانترنت بما يمثلا حلا سحريا لازمة البث مثلما كان الحال على صعيد الاتصالات والطفرة التى حدثت مؤخرا خاصة فى مصر.