أكد خبراء أمنيون أن العمليات الإرهابية الأخيرة التى تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية تأتى فى إطار تنفيذ توصيات اجتماع التنظيم الدولى للإخوان الأخير للرد على التقارير الأمريكية التى أكدت أن الإخوان فشلوا فى تغيير الأوضاع فى مصر، وليس لديهم القدرة على الحشد، مما لتغيير قناعات واشنطن تجاه الجماعة الإرهابية فقررت وقف الدعم عنها، وهوما يتزامن أيضا مع تحركات على الصعيد الأوروبى فى هذا الاتجاه. وكشف الشيخ نبيل نعيم، مسئول تنظيم الجهاد السابق، أن العمليات الإرهابية الأخيرة التى زادت وتيرتها خلال الفترة الماضية التى استهدفت عناصر شرطية وعسكرية تأتى تنفيذا لتوصيات اجتماع التنظيم الدولى للإخوان الذى عقد فى 15 إبريل من الشهر الحالى فى اسطنبول بتركيا، وذلك عقب التقرير المسرب من المخابرات الأمريكية الذى كشفه «محمد ماجد» عضو التنظيم الدولى للإخوان ومستشار الرئيس الأمريكى باراك أوباما وذكر فيه خلال الاجتماع أن الإخوان فشلوا فى تغيير الأوضاع فى مصر وليس لديهم قدرة على الحشد بالطريقة التى تشجع الولاياتالمتحدةالأمريكية على الاستمرار فى دعمهم، وأن واشنطن ستوقف دعمها لتنظيم الإخوان بمجرد وصول الرئديس المنتخب للحكم، هذا ما دفع مدير المخابرات القطرية للقول: إن الإخوان أمامهم فرصة أخيرة حتى الانتخابات الرئاسية لكى يثبتوا عكس ذلك عن طريق المظاهرات الجامعية، وتكثيف عمليات اغتيال القيادات الشرطية والعسكرية. وقال نعيم إن الإخوان تسير فى طريقها لتنفيذ هذا المخطط بالتعاون مع أنصارها فى تنظيم القاعدة، مؤكدا أن أى بيان يتلوه أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة يعقبه دائما عملية إرهابية فى مصر خاصة تستهدف القوات الشرطية والعسكرية.
وأضاف نعيم أن غالبية عملياتهم الإرهابية تكون مصورة ب»الفيويو« كدليل إثبات على تنظيمهم لمثل هذه العمليات أمام الجهات الداعمة لهم مثل قطر وتركيا وذلك لاستمرار الدعم المالى الذين يحصلون عليه.
وتوقع نعيم انتهاء العمليات الإرهابية فى مصر، مشيرا إلى أن الإخوان فى النهاية سيتفاوضون مع النظام الحاكم مقابل تسليمهم كل العناصر المسلحة، وكشفهم عن مخازن الأسلحة.
موضحا أن الجماعات المتحالفة مع الإخوان ستتعرض لغدرهم فهذه عادتهم، معللا بذلك أن حسن البنا كان أول من قدم السلاح لعناصر الجماعة، ثم تبرأ منهم.
وأشار الدكتور كمال الهلباوى المفكر الإسلامى والمتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب إلى أنه ليس جماعة الإخوان الإرهابية طورت بعض الأساليب العدوانية مثل زرع القنابل فى الكمائن، موضحا أن هذا يمكن تجنبه من خلال تزويد الكمائن والأماكن الثابتة الشرطية والعسكرية بأجهزة كشف المفرقعات، وقال الهلباوى إن مثل هذه العمليات تأتى من مجموعة من الأفراد المضللين ونهايتهم ستكون وثيقة، مشيرا إلى أن ارتباطهم بتنظيم القاعدة سيجلب لهم ضررا كبيرا على عكس ما يتوقعونه، مؤكدا أن هذا التنظيم يمثل ضررا بالغا على الأمة الإسلامية والعربية بشكل كبير.
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب المفكر الإسلامى إن ما يسمى بتنظيم أجناد مصر هو تنظيم محدود وليس كما يتصور البعض ولكنها مجموعة صغيرة قد يصد عددها إى عشرة أفراد يتحركون بحرية تامة وقادرين على تطوير أنفسهم بما يمكنهم من القيام بعمليات إرهابية.
وأضاف حبيب أن هذه العناصر لديها معلومات عن بعض العناصر الشرطية التى تقوم باستهدافها.
مشيرا إلى أنهم مرتبطون ارتباطا عقائديا وفكريا بتنظيم القاعدة .
وطالب الأجهزة الأمنية ضرورة تطوير نفسها من أجهزة ومعدات وأفراد حتى تتمكن من القبض على مثل هذه العناصر.
وأوضح العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى أن هناك تطورا نوعى فى العمليات الإرهابية ضد تأمر الجيش والشرطة وهذا ما تعمدته الأيام القليلة الماضية. معللا أن هذا التطور يرجع إلى ارتباط هذه العمليات بقضية «العائدون من الخارج» سواء فى سوريا أو ليبيا. وأضاف عكاشة أن هذه العناصر قادرة على أحداث نقلة نوعية كبيرة فى عملياتهم ضد الجيش والشرطة لأنهم عناصر مدربة ومحترفة ولديها الكفاءة العالية فى ذرع العبوات الناسفة والمتفجرات بشكل كبير. وأكد عكاشة أن تنظيم القاعدة على صلة وثيقة بحدوث مثل هذه العمليات الإرهابية فى مصر فهو يريد أن يسترد سيطرته على الجماعات المسلحة فى التنظيم خاصة مايعرف بالجيل الثانى والثانى منهم. مشيرا إلى أن خطاب أيمن الظواهرى الأخيرة حمل مضامين ورسائل وشفرات لمثل هذه الجماعات المسلحة للقيام بعمليات جديدة. وقال أن بيان الظوارى بمثابة رسالة من القلب لاتباعه لاستمرار عملية التصعيد والقيام بعمليات جديدة وظهر ذلك من خلال مباركته للعمليات التى تقوم بها ميليشيات ليبية ضد الجيش المصري، مؤكدا أن القبض علي«ثروة صلاح شحاتة» والذى كان حلقة الوصل بين هذه الميليشيات جعلت الظوارى يتحدث لاتباعه بشكل مباشر. وأضاف عكاشة إنه لايتوقع أن تنتهى هذه الموجة الإرهابية قريبا وستتأخذ مدى زمنيا كبيرا لاختلافهما عن الموجة الإرهابية فى الثمانينيات، فالجماعات الإرهابية الآن تحتل عدد كبيرا من الكوادر تقدر بالألف فى الداخل والخارج. كما أن عمليات التجهيز وكميات الأسلحة ونوعيتها تختلف بشكل كبير عما كانت عليه فى الماضي. من جهته استبعد اللواء حسام سويلم الخبير الأمنى والاستراتيجى مايقال أن هناك تطورا نوعيا فى العمليات الإرهابية ضد العناصر الشرطية والعسكرية، مؤكدا أن هناك «تراجعا كبيرا» فى عمليات الإرهاب فليس هناك اقتحام أو هجمات مسلحة على أقسام الشرطة ولكن هناك عمليات قراية وذرع عبوات ناسفة واستهداف أفراد بعينهم. وأضاف سويلم أن هذه الجماعات تتعرض دائما لضربات استباقية عن جهة الشرطة وبالتالى هم فى تراجع مستمر.