أعلن رؤساء وممثلو 5 آلاف شركة صناعية من 100 دولة، على رأسهم الشركات الصناعية العملاقة فى أوروبا والولايات المتحدة واليابان والصين شاركوا فى معرض هانوفر الصناعى بمدينة هانوفر شمالى ألمانيا عن دخول الاقتصاد العالمي، مرحلة جديدة، بولوج عصر المصانع الذكية، والصناعات المتكاملة والإدارة الذاتية الرقمية والعمليات الصناعية الرقمية، والتى لا يتدخل فيها العنصر البشرى من أول عمليات توريد المواد الأولية وحتى آخر مرحلة من مراحل الانتاج وضبط الجودة. وقال الدكتور ديتمار هارتنج رئيس معرض هانوفر الصناعي، إن هذا يعنى أيضا، عصر المواد والخامات الذكية، وتوزيع وإمدادات الطاقة الذكية. ولكن د. يواخيم كويكلر عضو مجلس إدارة هيئة المعارض الألمانية، أكد أن هذا لا يعنى أن تحديات ومشكلات الصناعة قد انتهت، بل يعنى فرض تحديات جديدة لمستقبل الصناعة، أهمها الأمن الرقمى وتأمين المعلومات والنمذجة أو التنميط والبعد البيئي، مشيرا إلى أن ما تم عرضه من نماذج لمصانع المستقبل الذكية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الثورة الصناعية الرابعة بدأت فعلا وأصبحت واقعا ملموسا وليس مجرد رؤى ونظريات، فقد ضربت بجذورها العملاقة فى الاعماق مما يضمن لشجرتها ان تنمو وتترعرع فى المستقبل، مستندة إلى أسس متينة تضمن بقاءها واستمرارها ونموها لفترات طويلة، لتكون علامة بارزة فى تاريخ ومستقبل النشاط الصناعي، على حد تعبيره. وقد شهد المعرض عددا كبيرا من الندوات والمؤتمرات المتخصصة، والتى تمحورت حول مستقبل وتحديات تكامل العمليات الصناعية والمصانع الذكية فيما شهد جناح تكنولوجيا الطاقة ندوات ومناقشات بين الخبراء والمتخصصين ومراكز الابحاث العالمية ورؤساء، وممثلى شركات الطاقة العملاقة دارت حول مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة، وما تتطلبه من شبكات توزيع ذكية وتكنولوجيا لتخزين الطاقة لاستخدامها فى اوقات زيادة الطلب، خاصة الطاقة التى تعتمد على تحويل الشمس إلى كهرباء، وفازت إحدى الشركات فى هذا الجناح بواحدة من جوائز الابتكار فى التكنولوجيا، عن تحويل شبكات توزيع ونقل الطاقة الحالية إلى شبكات ذكية بأقل التكاليف. وقد شاركت الشركة المصرية الوحيدة الممثلة فى المعرض فى هذا الجناح وهى متخصصة فى انتاج بطاريات لتخزين الكهرباء لفترات طويلة وبكميات كبيرة نسبيا وبصلاحية تمتد ل20 عاما، وتستخدم فى الأماكن الحساسة مثل غرف العمليات فى المستشفيات والمواقع العسكرية النائية وتصدر انتاجها لبعض الدول الأوروبية، وكما قال رئيس الشركة المهندس عاطف عبد المنعم ل «الأهرام»: إننا نتجه حاليا لتطوير منتجاتنا لتتواكب مع التطورات والتكنولوجيا العالمية الجديدة فى تخزين الطاقة لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة ونخطط فعلا للدخول فى انتاج مستلزمات الطاقة الشمسية. وأضاف: رغم شعورى بالحزن لعدم مشاركة اية شركات مصرية أخري، إلا أن شركتنا وضعت نفسها من خلال وجودها جنبا إلى جنب، مع الشركات العالمية العملاقة فى المعرض على طريق الالتحام بالتكنولوجيا المتطورة لنكون داخل منظومة الثورة الصناعية الرابعة، وهذا هو الطريق للاستمرار والنمو فى المستقبل. اما مفاجأة المعرض، فكانت من هولندا تلك الدولة الأوروبية الصغيرة، والتى عرف عنها أنها «بقال أوروبا»، لتميزها وشهرتها فى الإنتاج الزراعى والصناعات الغذائية، إذ عرضت 250 شركة هولندية فى أكبر مشاركة فى المعرض، أحدث تكنولوجيا رقمية فى جميع المجالات الصناعية، وأعلنت عن نفسها بأنها ستكون شريكا أساسيا وعنصرا فاعلا فى عصر الثورة الصناعية الرابعة، مما جعل رئيس وزراء هولندا مارك روتى والذى حرص على المشاركة فى حفلى افتتاح وختام المعرض باعتبار بلاده ضيف الشرف فى المعرض، يقول مفتخرا: نحن دولة متقدمة جدا فى الصناعة، ولكن معظم الناس فى العالم ربما لا يعرفون ذلك رغم أن 75% من أجهزة نقل الحركة الأوتوماتيكية فى السيارات الحديثة فى العالم صنعت فى هولندا. وتعكس المنتجات التى عرضتها شركات جاء معظمها من أوروبا والولايات المتحدة، حقيقة ان الثورة الصناعية الرابعة تنطلق من الغرب ايضا باستثناء بسيط عن الثورات الثلاث السابقة، بإتاحة الفرصة للاعبين جدد من آسيا للمشاركة.