فى مثل هذا التوقيت من كل عام فجأة نتذكرالأطفال الأيتام ، ويبحث كل شخص عن الجمعيات ودور الرعاية التى تأويهم لكى يشاركهم ساعات قليلة من وقته ، بينما باقى شهور العام ننشغل عنهم وننساهم وسط مسئوليات الحياة ، وخلال هذه الفترة يشعر اليتامى بالحرمان الشديد من الحنان ، كما يفتقدون أصحاب القلوب الرحيمة التى تتسابق عليهم فى توقيت واحد ، وتقل خطواتهم تدريجيا عندهم حتى تنعدم بعد انتهاء الاحتفال بيومهم . للأيتام حقوق واجبة على كل فرد فى المجتمع ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) فإذا كان فى عائلتك طفلا يتيما فتذكر آخر مرة جلست معه وتواصلت مع مشاعره ، ونظرت فى عينيه لتخفف عنه معاناته بعد فقد والده بعد أن تركه الجميع وسط دوامة الحياة. وأتساءل هل فكرت أن تتجه فى أى وقت إلى جمعية خيرية لرعاية الأيتام بمنطقتك وقدمت لهم ما يفيض عن احتياجاتك ؟ هل ساهمت فى مسح دموع طفلة يتيمة لم تر والدها ؟ هل ساعدت يتيم فى إتمام دراسته ؟ هل وقفت بجوار أسرة فقدت عائلها ؟ وسائل المساعدة كثيرة وتحتاج فقط إلى تحرك إيجابى للوقوف بجانب الأيتام خاصة المعوقين منهم، لدمجهم فى المجتمع ، بدلا من إلقاء النظرات المشفقة عليهم و" مصمصة " الشفاة على أحوالهم ، لنعلم جيدا أننا جميعا مسئولين عن معاناتهم ونتحمل إعادة توجيههم فى الحياة مرة أخرى . القصص والمآسى كثيرة تفطر العيون من البكاء عليهم ،لكننا نحتاج إلى قلوب رحيمة تداوى آلام نحو 5 آلاف يتيم على مستوى العاصمة منهم نحو 1500 معاق يبحثون عن أحضان بديلة تغمرهم بالعطف والحنان وتشعرهم بأنهم شركاء فى الحياة بلا أى نقصان . إننى أدعو كل فرد يتحمل المسئولية فى المجتمع لزيارة جمعيات رعاية الأطفال ولا يخصص وقتا للزيارة بل يجعلها ضمن برنامج حياته ، فالأطفال الأيتام يبحثون عن الأمان والمشاركة الإيجابية فى الحياة فلا تحرموهم منها ، خاصة أن من بينهم متفوقين ونابغين مقيمين فى معظم دور الأيتام . وللأسف مع تزايد العمليات الإرهابية والعنف ضد المواطنين الأبرياء يرتفع أعداد الأطفال المحرومين من آباءهم ، وينتقلون إلى جانب آخر من الحياة ، بعد فقدان أعز إنسان لهم فى الدنيا .. لذلك ساعدوهم بأحضانكم وأغمروهم بحنانكم . لمزيد من مقالات عباس المليجى