أقام منتدي الحوار بمكتبة الإسكندرية السبت الماضي ندوة عن أثر الثورة الرقمية علي السينما تحدث فيها الناقد السينمائي سمير فريد وأدارها د. خالد عزب المستشار الاعلامي للمكتبة.. وطرحت الندوة العديد من الأفكار الخاصة بعصر المعلومات والانترنت الذي نعيش فيه الآن وسهولة استخدام التكنولوجيا بشكل غير مكلف وشديد اليسر.. وأهم ماقيل في الندوة أن السينما هي الفن الوحيد الذي ارتبط منذ مولده بالعلم وأن العالم العربي الحسن ابن الهيثم هو أول عالم يكتشف نظرية بقاء الصورة في العين جزءا من الثانية بعد اختفائها وهي نفس النظرية التي اعتمد عليها الفرنسيان الاخوان لوميير في اختراع السينما عام1895 وأن كل تطور في السينما ارتبط بتطور العلم من دخول الصوت لدخول الألوان حتي دخول العصر الرقمي.. والمقصود بذلك أن الفيلم السينمائي في الماضي كان يصور علي أفلام خام سينمائية أهمها شريط35 مللي والصوت يسجل علي شرائط مغناطيسية.. فأصبحت كل العمليات الفنية تتم باستخدام الكمبيوتر.. خاصة الصوت الذي يتم علي شرائط رقمية ثم يتم تنقيته ومزجه بشكل رقمي.. أما السينما الاحترافية فحتي وإن كانت تصور علي خام سينمائي حتي الآن.. لكن عددا كبيرا من الأفلام يتم تحويله الي مايسمي ديجيتال انترميديات لكي يتم اضافة المؤثرات البصرية إن وجدت وتصحيح الألوان داخل الكمبيوتر ثم يتم طبع نسخة العرض علي خام سينمائي مرة أخري.. وإن كانت دور عرض كثيرة بالعالم وأيضا بمصر اتجهت الي عرض الافلام بها من خلال الديجيتال ايضا من خلال نظام سي بلوراي وهو ماساعد علي قلة تكلفة نسخ العرض السينمائيه.. لكن أكثر الأمور ايجابية في ثورة الديجيتال أنها ساعدت كل البشر علي ان يكونوا صناع أفلام بدون انتظار تمويل أو حتي الدراسة السينمائية المتخصصة, يكفي شراء كاميرا هوم فيديو لا يزيد سعرها علي ألف جنيه أو حتي التصوير من خلال كاميرا تليفزيون محمول ثم استخدام برامج الكمبيوتر المجانية المنتشرة الآن يكفي ذلك لأي شخص ليقوم بصنع فيلم.. وأول فصل في هذه الثورة كان فيلم بليرويتش بروجكت الذي تكلف22 ألف دولار وحصد ايرادات قدرها150 مليون دولار.. أما مصر فقد استفاد السينمائيون المصريون من الثورة الرقمية وصنعوا موجة من الأفلام المستقلة تجاوزت اربعمائة فيلم قصير في السنوات الخمس السابقة وهو انجاز ضخم لا نجده في أي بلد عربي وذكرت بإعتباري من المتحدثين بالندوة عن تجربتي لدراسة المؤثرات البصريه بجامعة جنوب كاليفورنيا بهوليوود وكيف يتم تطويع الاختراعات الحديثة وبرامج الجرافيك لخدمة الخيال السينمائي وبرامج مثل سموك وبرجو وأفتر إفيكتس ومايا وكلها أهم برامج المؤثرات البصرية جعلت المستحيل ممكنا سواء من صنع كائنات خيالية تمزج بين الحيوانات والانسان كما في نارانيا أو كائنات خرافية ككينج كونج أو صنع ظواهر مناخية طارئة تغير العالم كفيلم اليوم بعد الغد أو صنع مرحلة تاريخية بدون بناء قصورها بشكل فعلي كفيلم مملكة الجنة