تمادت بعض الصحف المصرية فى إشعال النار حول إعلان مؤسسة عسكرية بحثية طبية الكشف عن دواء يعالج أمراض الكبد والإيدز بجهاز إشعاعي، كانت طريقة الإعلان لا تتبع ما هو متعارف عليه علميا على المستوى العالمي، مما نتج عنه الكثير من النقد شاملا ذلك على ما جاء عن الدكتور عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهورية. عندما فاجأنى إعلامى بذلك قلت ولماذا يسأل الدكتور عصام فى هذا الأمر، الذى يبعد عن تخصصه فهو موضوع طبي، ولما جاءتنى الفرصة اتصلت بالدكتور عصام الذى أخبرنى أنه قد تقصى الأمر بدقة قبل أن يبدى رأيه، كذلك اتصلت بالدكتور إسلام حسين وهو أحد الباحثين المتخصصين فى الموضوع فى «إن آى تي» والذى ذكر لى أن الدكتور عصام قد تحدث معه فى هذا الأمر، وهو يتفق معه فى الرأى عن الإعلان المذكور. يؤهل هذا الحدث التمعن فى كيفية تعاملنا مع نتائج الأبحاث العلمية وطريقة عرضها على الملأ كما يلي: أولا: لا يصح الإعلان عن اكتشاف مهم، من المؤسسات المدنية والعسكرية على حد سواء، إلا بعد تمام إثبات نتائج البحث وعرضها على أهل العلم والمعرفة فى فرع التخصص، وبعد نشرها فى المجلات العلمية المرموقة المعترف بها عالميا فى المجال المحدد. ثانيا: يتم الإعلان بواسطة مسئول إعلامى يتصف بالخبرة فى طريقة عرض الأمور على الملأ، مع دعم ما يقال بما يفى من تفاصيل وأرقام كتابيا حتى تتمكن وسائل الإعلام من نقل المعلومة بدقة. ثالثا: على وسائل الإعلام ألا تتخذ من النقاش العلمى وسيلة للتضارب السياسي، لأن اختلاف الرأى العلمى وارد ولا يبين من هو على صواب ومن هو مخطئ حتى يتم عرض الأمور بطريقة علمية كما ورد فى «أولا». نحن الآن على مشارف عصر جديد يتصف بالحرية الشخصية وفتح الآفاق أمام كل مجتهد، أول ما يجب علينا القيام به فى المستقبل القريب هو دعم المبادرات الفردية، وحث صغار الباحثين رجالا ونساء على الإبداع فى عملهم فى كل المجالات، لذلك يلزمنا الابتعاد عن المهاترات التى تبعدنا عن ذلك لكى ترقى كل أعمالنا إلى ما فيه الخير للمجتمع. لمزيد من مقالات د.فاروق الباز