كنت أول من طالب بأنشاء بيت العائلة بكل محافظة بعد المبادرة الوطنية التى أطلقها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عقب أحداث الفتنة الطائفية التى حدثت فى أسيوطالمنيا والجيزة وذلك بإنشاء بيت العائلة المصرية وبرئاسته ومشاركة البابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة في ذلك الوقت ويضم فى عضويته كبار رجال الدين الإسلامى والمسيحى ولفيفا من كبار لمفكرين والمثقفين والسياسيين من الجانبين بهدف دعم تواصل أواصر الوحدة الوطنية وحمايتها والحفاظ على نسيج الأمة الواحد من مسلمين وأقباط حيث إحتضنت المشيخة فى رحابها أولى اجتماع لمجلسها التنفيذى فى 4 مايو 2011 وتمت فيه مناقشة كافة الجوانب التى تدعم الوحدة الوطنية وتماسكها وصلابتها باعتبارها أول وحدة وطنية عرفها التاريخ وشارك فى صنعها المسلم مع شقيقة القبطى جنبا الى جنب فى كافة الظروف والأحداث التى يمر بها الوطن، وجاء إقتراحنا بإنشاء بيوت للعائلة المصرية بكافة المحافظات كأفرع لبيت العائلة الكبير والتى سيكون لها دورها الرائد أيضا فى عهد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذى شعر به الجميع فى الإجتماع الذى جرى منذ أيام بين شيخ الأزهر والبابا ووضح فيه حرصهما الشديد على تحقيق الأهداف التى ينشدها كل منهما فى دعم أواصر الوحدة فى كافة المحافظات وبعث روح التسامح والمحبة فى ضوء التجربة الرائدة والناجحة للبيت الكبير التي انطلقت بدايتها فى عهد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنوده رحمه الله . وقد لقى إنشاء بيوت للعائلة المصرية بالمحافظات استحسانا كبيرا لدى القيادات الدينية من الجانبين وكبار المثقفين والمفكرين والسياسين وحتى البسطاء من أبناء الشعب الواحد الحريصين على التمسك بوحدتهم الوطنية حيث يؤكد الجميع أن بيوت العائلة بالمحافظات ستكون السياج القوى والمنيع فى مواجهة أى فتنة أو نزاع طائفى يحدث بين الحين والأخر ليتفرع الجميع للتنمية واستعادة الاقتصاد المصرى لعافيته وتحقيق والإستقرار والأمان فى ربوع الوطن في ظل خارطة الطريق التى يتواصل تحقيقها وتستكمل طموحاتها بعد استحقاق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقد تلقيت عديدا من الإتصالات الهاتفية من المواطنين فى كثير من المحافظات الذين يشيدون بانشاء بيوت العائلة فى محافظاتهم ويأملون أن تكون الأولوية للمحافظات التى تشهد بعض مظاهر الفتنة والتوتر فى تحقيق هذا المطلب على أن يتم اختيار هذه الحافظات بالأتفاق مع اللواء عادل لبيب وزير التنمية والادارة المحلية بما له من تجارب واتصالات بالمحافظات، ويعرف ما يجرى فيها من أحداث أسهم خلال عمله كمحافظ فى حلها قبل توليه مسئولية الوزارة ولدعم روح التعاون والمحبة بين المسلمين والأقباط نعرض بعض الوطنية التى تؤكد هذه الروح وتستحق الإشادة بها من جانبنا مع بعض المواقف مقترحاتنا الآتية: 1 مسيحى يتبرع بارضه لبناء مسجد ... لابد من الإشادة بالموقف الوطنى المشرف الذى يؤكد قمة روح المحبة بين المسيحيين والمسلمين باعتباره القدوة والمثل الذى يحتذى فى المرحلة القادمة بين حميع أبناء الوطن الواحد.. وأقصد به المواطن المصرى المسيحى تامر رامز العسال الذى يملك قطعة أرض مساحتها 220 مترا تبرع بها لبناء مسجد بقرية سلام مركز منفلوط محافظة أسيوط ليثبت أن الشعب المصرى نسيج واحد، وأن المعدن الأصيل يلمع فُى وقت المحن حيث يؤكد تامر أنه تنازل عن أرضه لبناء المسجد عندما أحس بمعاناة أخوته المسلمين الذين يقطعون مسافات بعيدة عن أقرب مسجد للصلاة وليت هذا الموقف يتكرر من بعض المسلمين الأثرياء لبناء كنيسة ليضرب المسلم المثل والقدوة فى تعاونه مع أشقائه المسيحيين . 2 بيت العائلة .. أن يتم تشكيله فى كل محافظة من القيادات الدينية من الجانبين وأقصد بذلك المسئولين فى وزارة الأوقاف ورجال الكنيسة وبعض القيادات الشعبية والتنفيذية ويضم فى عضويته أيضا نخبة من المثقفين والمفكرين والأدباء بالتنسيق مع محافظ الإقليم على أن يعقد هذا البيت اجتماعا كل شهر على الأقل، ويتضمن بعض الأنشطة الثقافية والفنية والندوات التى تزرع روح المحبة والود بين الجانبين خاصة بين الشباب من أبناء المحافظة . 3 واخيرا أن يضع بيت العائلة فى كل محافظة ضمن خطته الأهتمام بالرعاية الأجتماعية للبسطاء والفقراء المسلمين والأقباط الذين يحتاجون لهذه الرعاية دون تفرقة بين قبطى ومسلم بحيث يستظل الجميع بمظلة هذا البيت الذى أتمنى أن يسهم فى تأسيسه المسئولين فى المحافظة بالتعاون مع الأثرياء والأعيان بحيث يكون هناك صندوق لدعم هذا البيت يسهم قيه المواطنون بتبرعاتهم وذلك لتحقيق رسالته الاجتماعية والانسانية التى يستفيد منها الجميع. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى