في حياتي لم اتعود قرأة الكتب التي تندرج تحت مسمى التنمية البشرية، غير أن واحدا من أكثر الكتب التي استمتعت بها كان ومع الأسف لفرع منها، «العلاقات الإنسانية»، (رجال من كوكب المريخ ونساء من كوكب الزهرة)، كتاب مهم جدا لكل اثنين مقبلين على مشروع ارتباط أو زواج، قرأته وأنا «سينجل» وظننت حينها «اني بنت هاجيب من الآخر لما اتخطب»، وياخراشي عليا لما أعمل فيها سماح أنور بعد الساعة 12 بالليل» واتفنن في نصح صديقاتي المخطوبات والمتزوجات، و»اذوق» كلامي بجملة «أصل كتاب رجال من كوكب المريخ بيقول.. واسرد يامعلم أحلى كلام في الهوا»، وتأتي نغمات التوبيخ واليأس لتخبرني أنني فور تورطي في علاقة حقيقية سأنسى تماما ما قرأته واختزنته للحظة العملي، «النظري جميل مافيش كلام»، وضربت بإحباطهم عرض الحائط.. واتخطبت.. ومع رابع مشكلة وأنت داخل على إيدك الشمال من تاني شهر خطوبة، لجأت لنظرية الكهف من أحد فصول الكتاب، تخبرك تلك النظرية ببساطة عند حدوث مشكلة تخص خطيبك أو زوجك اتركيه بسلام في كهفه يحل مشكلته مع نفسه طالما طلب منكِ ذلك، لا تتدخلي حتى يعود إليكي بنفسٍ صافية وبال هادئ، «ودماغ عالية متكلفة».. فالرجل من طباعه لا يحب كثرة الشكوى، وكل مايشغل باله كيف يخرج للواقع ومعه حل لمشكلته.. والكتاب يرسخ فكرة «سبيه في كهفه واعملي من بنها، لحد مايخرجلك»، مع احتفاظك بابتسامتك وتدعيمك المعنوي إن احتاج لكِ، «عشان مش ناقصة استعباط وطناش». «ساعة، اثنان، ثلاثة، يوم بحاله، ادخل مادخلش، طب اخبط على الكهف، ولا أديله ميسد، ولا اقتحمه!؟، مهو لازم اشوف ماله، ولأني ست مصرية أصيلة جدا حشرية بطبعي وزنانة بدوري.. كسرت كل كلمة قرأتها في كتاب عم «جون جراي» وذهبت إليه ألح عليه أن يحكي لي ما به.. «زن زن زن قولت بأقرب حاجة وهايضربني على بوقي».. ولأنه رجل شرقي جدا قال لي متلفحا بالحزن وقد نفد صبره: «3 ساعات أهون عليكي ماتسألنيش فيا إيه»!.. لأجيبه بصوت «وثيق من الفوز»: «يابا احنا ماينفعناش كلام الكتب، احنا نملى كتب لوحدنا بالصلاه على النبي».! هذا وقد تخلصت من الكتاب فورا خشية من تفشي المرض وتجربة كل فصل فيه عملي، ويطير الراجل مني.