إثيوبيا تمر بتجربة ناجحة للنهوض تدعو للاعجاب ،وهي تحقق معدلات نمو اقتصادي عالية ، غير انها مازالت بعيدة عن تملك عناصر القوة الاستراتيجية ،فهي لاتملك جيشا قويا واجهزتها السيادية واجهزة الرصد لديها مازالت في طور التكوين، فعلام تعتمد اثيوبيا في موقفها المتعنت والعدواني تجاه مصر؟ . مجمل الظروف المحيطة بالمفاوضات حول سد النهضة تشي بأن هناك عرابا او عرابين يمنحون اثيوبيا المعلومات ويمنحونها القوة التي تجعلها تتمادي في استفزاز المصريين .واذا كانت نصيحة شامير لمن خلفه بمواصلة التفاوض مع الفلسطينيين الي مالانهاية قد وصلت الي اديس ابابا ، فإن هذا الاسلوب لن ينفع في مسألة مياه النيل بالنسبة للمصريين . واذا كانت جنوب افريقيا ، المهيمنة الآن مع اثيوبيا علي منظمة الاتحاد الافريقي ، تلعب دورا خافيا ظاهرا لتعطيل استعادة مصر كامل عضويتها بالاتحاد فإن هذا الامر مقدور عليه، فمازالت معظم دول افريقيا تعرف قدر مصر وقدرها، فدور مصر في افريقيا قديم قدم التاريخ وهو مستمر حتي نهاية العالم .. هذا هو القدر.. مهما تكن اخفاقات الحاضر . اما الرهان الاكبر للادارة الاثيوبية الراهنة فهو بمثابة مقامرة علي استمرار التفسخ في مصر لسنوات عديدة تدخل فيها البلاد في سيناريوهات قاتمة قد تصل الي حرب اهلية تتمكن خلالها حكومة اثيوبيا من اتمام بناء سد النهضة وغيره من السدود وتخلق واقعا مائيا يؤدي حتما الي عطش المصريين ، او السماح بمرور مياه النيل الي » دول اخري« كما هو مدون في ابحاث امريكية واسرائيلية. وهنا تتلاقي الاحلام الاثيوبية مع الخطط الاستراتيجية لتقسيم مصر ودول المنطقة واضعاف الجميع تحقيقا لمخططات فوقية علي طريق الاستحواذ والهيمنة علي الشرق الاوسط. حل أزمة اعالي النيل تبدأ من هنا.. عندما يقر نفر من المصريين ان تفتت الامة يغري الآخرين ليس فقط بمياه النيل بل وبأرض مصر نفسها التي ظلت موحدة علي مدي التاريخ. لمزيد من مقالات عماد غنيم