جاءت تنشئة الجيش المصرى الحديث فى عصر محمد على مصرية تماما فقد اعتمد على ترسيخ الوطنية المصرية بديلا عن الولاء للدولة العثمانية. ونتيجة لذلك كانت العقيدة الوطنية العسكرية لجيشنا تعتمد أساسا على الرابطة المباشرة والعميقة بين الشعب والجيش التى كانت دافعا لكل انتصاراته ومن أسباب هذه الرابطة القوية أن جنودنا وقياداتهم من أبناء هذا الشعب بجميع طوائفه وطبقاته، كما أن نظام التجنيد يمثل نموذجا وطنيا فريدا حيث تمثل الجندية للمصريين شرفا غاليا وقيمه وطنية سامية يتباهون بها ويحتقرون من يتهرب من شرف الجندية. ولايخفى على أحد ان محاولات أخونة الجيش والسيطرة عليه كانت تعتمد أساسا على تغيير عقيدته ولكن فات الأخوان الإرهابيين ان قواتنا المسلحة دون غيرها من المؤسسات تتمتع بعقيدة وطنية جارفة للأفراد والقيادات تدفعهم للتضحية بالنفس راضين من أجل الوطن، وكان ولاؤهم دائما للشعب قبل الحكام مهما تكن الامكانات.. ولاشك أن الفترة من بعد نكسة 67 خير دليل على ذلك حيث شهدت أطول فترات للتجنيد والتى أظهرت المعدن الاصيل للجنود والقادة والتى استمرت حتى تكلل جهدهم بنصر اكتوبر العظيم. ولاحجة الآن لمن يقولون ان الجيش فى حاجة للسيسى فى هذه الظروف لأن مصر كلها فى حاجة الى حكمة الرجل ووطنيته وشجاعته، كما ان الجيش المصرى عامر بالقادة القادرين على تولى منصب وزير الدفاع وجميعهم من نبت هذه الارض الطيبة. صالح خميس حسن لواء شرطة بالمعاش اسكندرية