كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس عن كواليس خطاب ألقاه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام برلمان بلاده يوم الجمعة الماضي, أكد فيه بحسب الصحيفة وجود محاولات مستميتة من جانب الإدارة الأمريكية لتنظيم لقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. وذكرت الصحيفة أن روحاني أكد في خطابه أن البيت الأبيض اتصل به خمس مرات خلال زيارته لنيويورك في سبتمبر الماضي لكي يلتقي مع الرئيس الأمريكي, وأشارت إلي أن روحاني استطرد متسائلا: لماذا تصر هذه القوة العظمي علي لقاء الرئيس الإيراني, بينما تطلق علينا دولة من العالم الثالث؟ وقال روحاني خلال زيارتي لنيويورك, وصلت الفندق ليلة الاثنين, واتصل بي البيت الأبيض مجددا, لكني قررت أنا والوفد المصاحب عدم لقاء أوباما. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن روحاني واصل قائلا: إن الأمريكيين سألوه لماذا تحتقر أوباما وأمريكا؟ وأنه رد بأنه لا يحتقر أحدا, لكنه تذكر كلمات الإمام الخميني عندما قال إنه يجب احتقار هؤلاء القادة, علي حد تعبير الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أيضا أن محمد نبويان النائب في البرلمان الإيراني أكد خلال الجلسة نفسها التي ألقي فيها روحاني هذا الخطاب أن طهران تحتاج إلي قنبلة نووية بسبب إسرائيل حتي يتم وضعها في مكانها الصحيح. في الوقت نفسه, كشفت جيروزاليم بوست أيضا أن عدد المؤيدين بين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لتشديد العقوبات ضد إيران تضاعف منذ تقديم قانون العقوبات الجديد الشهر الماضي. وتابعت أنه عندما قدم روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مشروع القانون بعد أعياد الكريسماس كان عدد المؤيدين25 نائبا, مشيرة إلي أن هذه الخطوة تمثل تحديا لإدارة أوباما التي تخشي من أن يعرقل القانون الجديد تطبيق اتفاقية جنيف التاريخية بين طهران والغرب, لكن عددا من أعضاء الكونجرس دافع عن القانون باعتباره يعطي لأوباما نافذة دبلوماسية لمدة عام تثبت خلالها طهران صدق نواياها, وأن العقوبات سيتم تطبيقها بعد عام من تمرير القانون. ومن جانبه, قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إن بلاده لن ترضخ للضغوط التي تتعرض لها. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية إيسنا عن ظريف تأكيده خلال اجتماع مع وفد برلماني بريطاني يزور طهران برئاسة جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الأسبق إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت أنها لن ترضخ للضغوط, وأن العقوبات أثبتت فشلها. وأضاف ظريف أن الثقة المتبادلة ضرورية للتوصل لتفاهم متبادل, كما أعرب عن أمله أن تؤدي زيارة الوفد البرلماني البريطاني لتعزيز العلاقات بين طهران ولندن من أجل مصلحة الطرفين. وفي سياق متصل, صرح حسن تاجيك سفير إيران لدي النمسا من العاصمة النمساوية فيينا بأن بلاده لن تتراجع أمام الضغوط التي تتعرض لها من أجل التنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم, مشيرا إلي أن تصورات بعض الأطراف الأجنبية حول تأثير الحظر المفروض علي طهران بأنه يلعب دورا كبيرا في عملية المفاوضات ما هي إلا تصورات خاطئة, لأن طهران تعتزم مواصلة جهودها التي تقوم بها من أجل إعلاء سيادة إيران.